×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبير خالد

ما هو المُنكر المُستحق للنهي؟
عبير خالد

يؤمن الجميع بدور الدين ورجاله البواسل في بث روح الطاعة بنفوس الشباب و صقلهم وتوجيههم نحو الصراط السليم، ولأننا نعيش في مجتمع محافظ كان لزاماً علينا أن نختار لنا أسلوب حياة إما ديني روحاني أو حضاري متمدن ، وقد نجمع الثانية مع الأولى لكننا لن نستطيع أبداً إدخال الدين على المجتمع بعد تحرره من كل القيود والأصفاد .

- وأنا هنا أتكلم عن تحرر مطلق غير خلاّق - ..
مما لا شك فيه أن الدين يظهر جلياً في كل دولة بقضائها لكننا في وطني نراه في القضاء وفي رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد دارت في ذهني محض أسئلة حول المعروف المستحق للأمر والمنكر المستحق للنهي ؛ لأنني أراهم في أسذج المواقف يعتلون المنابر ويتكلمون باسم الدين، وفي المواقف التي يحتاج فيها الناس (كل الناس) رأياً دينياً صارما حازما يختفون من الساحة!
وجدت أن المرأة ليست منكراً.. بل فضيلة إذا كان الفساد قد أستشرى والجهل قد أستفحل والتشدد قد تمكن .. المرأة فضيلة ،، إذا رأينا واسطة تأد أحلاما ، ومعارف تدنس قيم، ومناشدات تنحر كرامة، ومعاملات باتت رهن إسم القبيلة !

إننا نعاني الفوضى والجهل لكن الكثير من رجالات الحسبة لازال مشغولا بأيادي النساء العابرات في الشوارع رغم عظم حجم المسؤولية الملقاه على عواتقهم! لقد باتت شريحة من الفتيات تتمنى لو لم تكن تعيش في هكذا وطن، يصنع الفوارق ويبجل الاختلافات ويغذي العنصرية بطبقية وبيروقراطية نتنة! يضيرني أن أراهم بداخل الجموس المكيفة الشاهقة وينظرون باستنكار لبنات الجامعة على الرصيف ينتظرن الحافلة،الا يكون لزاما عليهم المطالبة بمكان لإنتظار الباص (bus stop) ، قبل أمرهن بالمعروف مثلاً ، وما هو المعروف إذا لم يكن إعانة ملهوف أو سد حاجة أو إفراج عن مكروب؟

اليوم، وفي خضم الزحام امام بوابة الجامعة الرئيسية كنت أفكر بعمق في المشاكل الكبيرة في المصائب في المظالم في صرخات المحاكم ، ولكن ؟ قطع علي تسلسل أفكاري مايكرو الهيئة قائلاً/ إبتغن مرضاة الله ..إبتغن مرضاة الله... هل كنا في مكان لا يرضي الله كي تٌسدى لنا هذه النصيحة؟ و"من سلك طريقا يلتمس فيه علماً...."
والسؤال الأهم هو:
هل نحن الأحق بهذه النصيحة؟
من يستحقها!!
ولماذا لا نسمع لكم صوتا ولا نرى لكم حضورا في القرارات المصيرية ذات المصالح العامة الشعبية؟؟
بواسطة : عبير خالد
 8  0