×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ماجد ساعد ابوذراع

الشاب والعجوز المحظوظة
ماجد ساعد ابوذراع

تم تعيينه معلما في قرية تابعة للمنطقة الشمالية بالسعودية شاب يافع نافع عمره في بحر العشرين كان قبل أن يتخرج من الكلية مهتما بأمور المسلمين يرعى الأرامل والمساكين ويسعى في خدمتهم ولا يمل ولا يكل من ذلك وحينما تم تعيينه في هذه القرية بدأ يتفقد أهلها ويلتمس حاجاتهم وأمورهم فسجل العديد من المحتاجين والمحتاجات وقام بتوفيرها لهم عن طريق أهل الخير والإحسان . صار المعلم على هذا النهج حتى ذكر له بيت في طرف القرية لم يأتيه أحد وهذا البيت لعجوز مسنة تسكنه وحدها وإن شئت فقل كوخا تسكنه.. فاستنهض عزيمته وانطلق إلى بيتها بالحال فطرق الباب مرارا وهم بالرجوع إلا أنه سمع جلبة صوت قريبة وهمهمة ففتح الباب وإذا بعجوز قد بلغت من الكبر عتيا رق عظمها واحدودب ظهرها وغارت عيناها ويبس جلدها فسلم عليها وسأل عن حالها وقالت لا أريد شيئا يا ولدي إلا شئ واحد فقط اتمناه وأرجوه قبل أن أموت فقال لها يا خالتي لكي مرتبي كاملا إن شئتي قالت ليس هذا ما أريده فسكتت وبدأت الدموع تنساب وتنحدر فرق لها وقال اطلبي ما شئتي قالت أريد أن أحج إلى بيت الله الحرام... صحيح أني مقطوعة لا قريب ولا أنيس ولا رفيق ولا أكل إلا ما يجلبه أهل الخير لكن لا أريد إلا حجة يا ولدي. يقول المعلم فبحثت جاهدا في القرية أن أجد لها محرم يحج معها لكن للأسف لم أجد والذي أقلقني هو إصرارها الحثيث على الحج وسؤالها الدائم وأنا مراعاة لها أقول إن شاء (يصير خير) حتى قربت أشهر الحج ولم أجد محرما لها ذهبت إليها وقلت لها الشرع قد عفا عنك لأنك لست مستطيعة فأ طرقت رأسها وبكت وخرجت وأنا مهموم وقلت في نفسي كيف لو تزوجتها وحققت رغبتها والأجر عند الكريم سبحانه ، بالفعل باليوم الثاني جاء يخطبها فوافقت بكل سرور وفرح واستبشرت وزغردت يقول المعلم فو الله لم أعاملها معاملة زوجة ولكن عاملتها معاملة الجدة ...اقترب الحج فركبت العروس بجوار زوجها الشاب اليد باليد ويمموا وجهتهم قبلة بيت الله الحرام فمروا بالميقات والعروس تتشوق للكعبة ومنى ومزدلفة وعرفات يا ألله كيف أصف شعورها كيف ألامس مشاعرها وقد يئست لولا الله ثم وفاء هذا الشاب العاقل المتدين المحتسب....... بعد أن حج العرسان توجهوا للقرية فمرت الأيام سريعا حتى تم نقل المعلم للمدينة التي يريد السكن فيها فأخبر زوجته العجوز أنه سيرحل بعد يومين وهو عازم على طلاقها قالت يا فلان لا تطلقني ودعني في ذمتك ولن أطالبك بشئ أبدا وإن أردت الرحيل فلست ممانعة أو مطالبة قال المعلم فرأفت بحالها فأمنت لها حوائجها وأعطيتها بعض النقود قبل سفري ففعلا ودعتها وسافرت إلى موطني ومدينتي حيث مسكني ووالدي فمكثت سنة وتزوجت بفتاة ذات خلق وجمال ملئت حياتي سعادة وفرحا

يقول الراوي.... وبعد سنين تذكر الشاب زوجته الأولى والأيام الملاح والسفر وجلسة المشراق وشاي الأعشاب والسوالف والحج فهبت رياح الشوق لتلك الديار فعزم أن يسافر إليها خفية فملئ سيارته ما تحتاج ولم تشرق شمس الصباح إلا وهو يطرق بابها لكن المحير في الأمر لم تفتح الباب فضطر إلى دفعه بقوة ودخل البيت فماذا رأى.... رأى مجلسها خاويا وموقد النار قد ملئ حشرات وأكياس وعلب فارعة اما فناء البيت قد نبتت به الأعشاب وانتشرت به بعض ملابسها أين ذهبت يا ترى خرج من منزلها وإذا بأحد جيرانه يخبره بالخبر الذي هز وجدانه قائلا له إن كنت تحث عن أم فلان فإنها ماتت نعم ماتت قبل أشهر قريبة ولكن..... أعطتني صندوقا قالت أعطوه فلان إن جاء يسأل عني. فأخذ الزوج الوفي الصندوق ففتفحه وإذا بالصندوق قد ملئ بحاجيات كبيرات السن المعروفة من منقاش ومقص أظافر وكحل وإبر وخيوط يقول المعلم فلفت نظري ورقة صفراء قديمة مطوية ومربوطة بخيط دقيق فحللت الخيط وفردت الورقة وإذا هي صك أرض بمدينة بجدة قد أهدتني إياها وهذه الأرض قد ورثتها من آخر قريب لها. يقول الزوج فعرضتها للبيع وبعتها بمليون ونصف ريال

((( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان))) وأترك التعليق لكم أيها السادة القراء والى لقاء قريب بإذن الله تعالى علما أن هذه القصة سمعتها من أحد القضاة يرويها لي شخصيا يرويها عن قاضي محكمة زاره في المنطقة الشمالية
بواسطة : ماجد ساعد ابوذراع
 8  0