×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
قسمة العمراني

ساقية عطر
قسمة العمراني


القرية التي هي : حاضنة البحر [ ٢ ]

قريتي الصغيرة طفلة
معجونة بالبراءة تلبس ثوب التلقائية
والطفولةُ فيها يجملها الذكاء الفطري كل صباح تشرق الشمس
على محيا أطفالها فيمارسون نزقهم بمنتهى العفوية والصدق يندفعون مع أقرانهم
في محطات العمر الذي تشكلت ملامحه في قرية رومانسية
مزدوجة التكوين أخذت من البحر ليونته
ومن الصحراء جفافها .


هي مدينة تأخذ منك الحب عنوة
وتجعلك متعلقاً بها لتمنحك في المقابل الآمال والأحلام التى تترائى
لك في امواجها وعليك أنت اصطيادها رغم الهدير .
السعي في ممرات تلك القرية
قد يهبك شيئاً من التفاؤل وقد يرديك طريحاً في غيابات اليأس ،
هناك في قريتي حيث لا فرصة أنت وحدك من يحمل على عاتقة اسباب نجاحه أو فشله
وحدك من يسير في طريق طويل يلزمك له كثيراً من الصبر وكثيراً من الخطى
كي تستطيع الوصول إلي النهايات التي تبحث عنها ,
ورغم إيماني الشديد بأن المدن قد تمنحك بمعطياتها كثيراً من النجاح
الذي يمنحك شيئاً من الرضا ويصنع لك سلماً للعلو ،
فـ حاضنة البحر مدينة تضعك بين الحقيقة والخيال ، بين المعقول واللآ معقول
تضعك في تربة خصبة وتطلب منك توفير الماء لها
ورغم تسنبلُ اسمها فهي لا تهبك
ثمراً بدون بذور !
كم ضاقت الحياة بكثيرٍ من أهلها في ممرات الحاجة
وكم اتسعت لأخرين حتى أمتلأت اوداجهم !
كـ حال كل القرى وأغلب المدن
مع ساكنيها !


تقول امرأةٌ على آخر حدود الأرض :
إذا رحلت عنك القوافل المارة ولم تجد لك بها مكاناً فـ اجعل
لـ نفسك قافلة مقيمة يقف المارون بها .
هـ كذا هي قريتي
عبرتها كل قوافل التطوير والإعتناء
ولم يتوفر لها بها مكاناً رغم إنها توّاقة للسير في ركبها فـ قررت
أن تجعل لنفسها قافلة مقيمة يقف العابرون بها
فكان لها ما أرادت .


/


مازالت قريتي تقبعُ في ركنٍ قصي من أركان المعمورة
ومازلت أسير في ممراتها ومازالت الأوراق
تتساقط وسيستمر تساقطها




الورقة السابقة http://www.sada-tabuk.com/articles-a...how-id-774.htm



يتبع
.
.


أوراق تتناولها امرأة من حقيبة العمر
لتحتفظ بها في صناديق الذكريات
وتهديها لملفات التاريخ

تويتر : @Saqyat3tr




* الملكية الفكرية محفوظة
للكاتبة
بواسطة : قسمة العمراني
 14  0