×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
الدكتور زيد بن محمد الرماني

أين طهارة الحب في زمن التحرش والمغازلة ؟!!
الدكتور زيد بن محمد الرماني

مما لاشك فيه ، أنَّ نفوذ عواطف الرجل عليه ، وتسلطها فيه ، تجلب مصائب تضر بالاجتماع كل الضرر وتسيئه ، فإذا تجرد الرجل عن العواطف البريئة ، اندفع إلى الشهوات ، واندست إلى خلقه وحشية أودت بطبيعته ، وأقامت بنفسه مصيبة تحط من خلقه ، وتقسم من صحته ، ولترى البطولة ، والشرف ، والوداعة ، وما إليه مما يسعد الإنسانية ، تفسد بعمل الرجال السيئى الخلق ، الذين لا يعرفون طهارة الحب.
إنني أنصح الشباب ، وأنا رجل مرت به السنون ، فأفادتني تجاريب ، وعلما بالحياة ، وقد مرت بي وبغيري من أحبابي مواقف ، ومحطات ، أنصح الشباب : أن يبرأوا مما يحط بالحب ويشينه ، وأن يهزأوا بأولئك الذين لا يقدرون العفة ، وأطلب إليهم أن يحترموا المرأة، وليعلموا أنها شقيقة الرجل، وصديقته، إنها زوجته المحبوبة، وأم أطفاله. احترموا الحب ، إنه نعمة من نعم الله ، تذكروا أن أولئك العظام من الرجال ، والعظيمات من النساء ، الذين غيروا وبدلوا من النظم الاجتماعية ، وأثروا على عقولنا ، ونصروا العفة ، إنما كانوا محبين ومحبات.
ثم إنَّ الأصل في مغازلة الرجل ، أن يبدأ نشطاً مهاجماً هجوماً عدائياً فتستلزم المرأة خطة الدفاع والمقاومة ، ثم تبدأ تنهزم ، ولكنها تظل تقاوم رغم سقوطها في الميدان ، ووقوعها أسيرة ، وليست المغازلة مجرد فصل من رواية ينتهى فلا يؤثر على الباقيات من فصول الرواية : ولكنه الفصل الأول من الرواية ، فهو حجر الزاوية، الذي ترتكز عليه الحياة بعد. إنَّ غريزة التهافت على المرأة المتمنعة الحصينة، قوية في الرجل، وقد يتخطى الحيلة معها إلى القوة.


أما النساء اللائي يحببن بكل ما يستطعن من قوة ، فيعترفن أن هناك غبطة تملأ صدورهن عند التسليم ، والخضوع للحبيب ، وأما الفتاة الصغيرة المملوءة بالأحلام فمنتهى همها ، أن يحصل عليها البطل المقدام القوي فيحملها بين يديه ، ويفر بها ، ولكن قبيل أن تخضع المرأة لحبيبها تشعر بالثقة فيه ، والمحب الشجاع يفوز دائماً، لأنه يتقدم إلى الفتاة بهذه الشجاعة دليلاً إلى قوته، وقوته هذه تدلها على أنه الأصلح لها في مستقبل حياتها لتكون درأ لها ، والحافظة لذمارها.
إنَّ ما يستخدمه الرجل من قوة في مغازلته ، إنما هو إحدى قوام هذه المغازلة ، وهو لازمة لها ، يضارعه ما عند المرأة من خوف ، وخجل ، وليس في ذلك ما يكدر المرأة أو يسئ إليها.
ولنرى صفات الرجولة ، ونجليها للمرأة ، فهي ذات القوة في إنجاح الزواج ، وللمرأة غرام بهذه الصفات تراها تستقبلها بالبشر والائتناس ، وتراها تطمئن كل الاطمئنان إليها، وترى فيها ظلا وارفاً.
وقد يطيب للرجل ، أن تتحكم فيه امرأته بعض التحكم ، وترى هناك بعض النساء إنما يتخذن هذا التحكم لإصلاح البيت ، وبعث السلام إلى حضيرته ، وهذا الصنف من النساء أقرب في طبيعته إلى الرجال منه إلى النساء ، والنسوة المتعلمات من هذا الصنف يكن سليطات ، قاذعات ، يراقبن بيوتهن بدقة ويتحكمن بمن فيها.
يقول محمد عبدالعزيز الصدر في كتاب بعنوان ( فن الزواج ) : إنَّ الجاهلات من هذا الصنف يتخذن من قوتهن الجسيمة سلاحاً يشهرنه على أزواجهن وأولادهن.




أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار وعضو هيئة
التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

للتواصل : zrommany3@gmail.com
بواسطة : الدكتور زيد بن محمد الرماني
 3  0