×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبير خالد

الإنسان.. قيم ومبادئ!
عبير خالد

كُـل إنسان سامٍ يسعى لصقل شخصيته بمبادئ كريمة، وأخلاق رفيعة، تسمو به إلى مصاف الصالحين ،
إن الصادق النبيل في كل الأديان ،وكل زمان، وكل مكان، ضيفُ مرغوب، وعاملٌ مطلوب، وصديقٌ محبوب؛
لأن الفطرة التي خلقنا الله عليها تجْبُلنا على الخير والإعتدال، على الصدق والعطاء.
والدين الإسلامي، أولى إهتماما بالغا للمبادئ والأخلاق كأسلوب حياة، وسبيل عفاف، وطريقاً آمنا للقبول والفلاح!
والشواهد على ذلك كثيرة؛ فالشريعة الإسلامية السمحه قابلة وداعمة لحرية الدين:
"لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، وحرية العبادة "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"،
والانفتاح على المجتمع الإنساني: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"،
والإتحاد مهما كانت إختلافاتنا جسيمة: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}
ثم حقرّ هذا الدين الحنيف العنصرية بكل اصنافها: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"،
ثم ، بعد أن أحاطنا علما بكل شيء أودع بداخلنا حرية الإتباع والإنصياع: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ".
فقلي بربك أي روعة ، وأي حرية أجمل وأنبل من هذه ؟
أن تعتنق دينا يترك لك خيار الإتبـــاع ثم ترى روحك تابعة ، بل خاشعة ومتضرعة!
الإنقياد برغبة!
التقيّد بحرية!
التماسك بإنفتاح!
إنها تناقضات عميقة جدا يصعب الإلمام بها في غير الإسلام ،
جميلُ أن نتمسك بالإسلام دينا ودستورا رغم خيانة الأقلام ،
ورغم تطرف الإرهاب،
ورغم طلقات الحروب وضياع السلام!
لأنه، وبإختصار، لا ذنب للأديان فيما يقترفه الإنسان .
إن تجارة المبادئ خاسرة كاسدة،
و إن أولئك اللذين يبيعون مبادئهم بثمنٍ بخس لن يجدو يوما ما من يشتري! من يُصغي! من يٌضحّي!
قد تتكسر الأخلاق والقيم أمام فتنة المال أو سطوة المنال، لكن الحكيم هو من لا يفاوض على المبادئ!
فهذا صهيبٌ الرومي حين أراد الهجرة وإعتناق الإسلام قال له أهل مكة:
أتيتنا صعلوكًا حقيرًا فتغَيَّر حالُك!
قال: أرأيتم إن تركت مالي، أمخَلُّون أنتم سبيلي؟
قالوا: نعم ، فترك لهم ماله، فبلغ ذلك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال:
«رَبِحَ صُهَيْبٌ ، رَبِحَ صُهَيْبٌ»
لقد ربح مبادئا لم تداعبها الحياة ، وكرامة ذللت أمامه سُبل النجاة..
أفلا نكون من الرابحين نحن أيضا؟
بواسطة : عبير خالد
 11  0