×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ماجد ساعد ابوذراع

المعلمون القدامى
ماجد ساعد ابوذراع

المعلمون القدامى
بين
( أبواق المدح ومطرقة القدح )

المعلمون القدامى تقول فئة من المجتمع / أنهم مربون وجازمون ومهنيون وفئة على النقيض ليست بقليلة تقول / بل جلادون وجزارون حلفت الرحمة أن لا تسكن أجسادهم فهم عند دخولهم المدرسة يطلقونها وعند خروجهم يرجعونها ليسقوها أولادهم وأهليهم وذيهم

( مجرد رأي )

و محامي يقول : تلك القسوة ليست ناتجة من ذواتهم بل من ثقافة كانوا يعتقدون أنها صحيحة وتتماشى مع الطلاب بل ثقافة ورثوها كابر عن كابر ومن ثمراتها أن الذي لا يكلم الطلاب ويزجرهم وينهرهم ويعاقبهم أنهم سيحترمونه ويقدرونه ويسعون في تنمية أعمالهم الدراسية والعقلية ويساهمون في تربية النشئ وهم بذلك ينزعون ناب الأسد ويطفؤون فتيل المصباح ويزرعون العليق مع النبته وينسفون روح الذات ومخبر الأخلاق لدى طلابهم

( تناقض )

دائما نسمع التمجيد والثناء ( لبعض ) المعلمين القدامى يصفونهم بأرق المعاني وأنقى الصفات وأحسن الأخلاق حتى أشبعوهم مدحا
فكلا يثني على معلمه حسب الطريقة التي تتناسب معه
"فليس كل طريق يوصلك العلا"

بعضهم يقول كنا إذا رأينا سيارة معلمنا في حارتنا أو يسير على قدميه فررنا وهربنا لبيوتنا، لماذا يهربون ولماذا يخافون؟
طبعا لأنهم يتذكرون البيتزا والكيك والحلويات التي يقدمها لهم في المدرسة .
لا أدري هل هذا ذم للمعلم أم مدح ، ولونظرنا لمعلم البشرية وأستاذ التربية في تعامله مع النشئ لو و جدنا إختلافا كبيرا وفرقا شاسعا فصلى الله عليه وسلم
يقول الصحابي معاوية ابن الحكم السلمي الجليل
فلما صلى رسول الله صلى اللهم عليه وسلم فبأبي هو وأمي "ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني " قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم

يقول أحدهم ها أنا في العقد الثالث من عمري ولا زلت أتذكر عصا المدير وسوط الأستاذ ونظرة عامل النظافة المرعبة وكلمات الوكيل الجارحة وصراخ الطلاب الذين يصرخون من شدة ضرب المرشد لهم فقط لأنهم تأخروا عن طابور الصباح بل ولازلت أسمع شهيق وزفير الذلك الطالب الذي لم يحل واجباته وعذره فقره وقلة حاجته فلم يزده ذلك المعلم إلا ضربا وبكاء ا ( صورة مرعبة)

ويقول كذلك لم أنس ثقافة ذلك المعلم الذي كان يزدري لهجتي ويضحك على ملبسي وبيصق " أجلكم الله " في وجهي وحينها لم أسع يوما جاهدا بأن أدعو له هذا إذا سلموا من الدعاء عليه ..تلك ذكريات بعضهم ... "مأساة "

( صراحة)

أيها المباركون :
من الظلم أن نقول أن جميعهم كانوا كذلك "ولايجرمنكم شنأن قوم ألا تعدلوا "بل كان فيهم الصالح والنبيل وحسين الأخلاق والشهم والصادق و الوفي والرحيم والعالم بتخصصه والماهر بقدراته وتدريسه
يقول أحدهم وبعد عمر طويل لقد تعلمت من معلمي في الصف الأول ابتدائي قبل ثلاثين سنة الشيئ الكثير لقد كان يلبس شماغا أحمر وكان بهي الطلعة جميل الخلقة أظنه من بلاد الشام ، اسمه صالح ، يقول لاأنس ذلك الإنسان مدى حياتي لأني بسببه أحببت المدرسة وعشقت التعلم مدى حياتي يقول على لسانه والله ما نسيته من الدعاء حتي يومي هذا وقد خط في وجهي الشيب ( صورة مشرفة)
ويقول أحدهم تعلمت الإلقاء ومهارات التدريس وحسن التعامل من ذلك المعلم فله مني كل محبة وتقدير وجعل ما أقوله في ميزان حسناته
فسلام على كل معلم رسم لنا طريق سعادة الدارين واجتهد من أجل تبليغ رسالته وسلام لكل من غادر حياض التربية والتعليم ولم تبقى سوى عطور محبته وأثار معاملته و وذكرياته الخالدة .

أيها الناس :
رفقا بمعلمي هذا الجيل إن أخطأوا فهم بشر كغيرهم من البشر وإن أحسنوا فنشروا فضائلهم ومحاسنهم
وعندي نماذج وصور من بعض تضحية معلمي هذا العصر ما يشرح الخاطر ويسعد القلب ويبهج النفس
أقولها بعد أن قرأت وسمعت وشاهدت لكن وبكل صراحة أن هيبتهم لازالت ومازالت راسخة برغم زلزلتها من بعض المسؤولين والقاصدين تدمير المحيط الأسري والتعليمي لهذا البلد خاصة عن سائر البلدان
فالمعلم إن هدموه فمن يبني ومن يسعى للبناء

و أختم بدرر ذلك الحكيم الذي قال :
عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم .. واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..!

خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات !
وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..!

بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.

لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. !

فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم ..
يقول أحد المستشرقين:
إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي:
1/اهدم الأسرة
2/اهدم التعليم.
3/اسقط القدوات والمرجعيات.
*لكي تهدم اﻷسرة:عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب"ربة بيت"
*ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
*ولكي تسقط القدوات: عليك ب (العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.

فإذا اختفت (اﻷم الواعية)
واختفى (المعلم المخلص)
وسقطت (القدوة والمرجعية)

فمن يربي النشئ على القيم؟!!

واستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
محبكم أبو هشام
الاثنين
1/8/ 1435

بقلم الأستاذ/ ماجد ساعد أبوذراع الفاضلي
بواسطة : ماجد ساعد ابوذراع
 5  0