×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال الثبيتي

تطورت منفوحة
طلال الثبيتي

نلتمس عذراً لعثرات الزمن وتراكم الأخطاء علنا نكون نحن المخطئين وليس من كان قبلنا فلربما لم تكن سوى محطة توقف جعلتنا نشعر بعظم الخطأ الذي سكتنا عليه زمن ليس بالقصير ، إنها العمالة المخالفة التي تجر الجريمة ، تجر العبث ، تجر عدم الاستقرار ، هذه المخالفات ليست وليدة اليوم بل هي أزمة ناجمة عن تراكمات سنوات من الإهمال الرسمي لمعالجتها، الأمر الذي جعل منها ظاهرة شعرت وزارة الداخلية بخطورتها على الوطن أمنياً واقتصادياً واجتماعياً فأمرت بحملة التصحيح على الذين عانى منهم الوطن بأكمله وما زال يعاني، من ترويج للممنوع وارتكاب جرائم وامتهان السرقات والتزوير والفساد حتى وصل الأمر لتهديد الأمن والتعدي على سيادة الدولة ونظامها الداخلي .
تلك الحملة بدأت بوادر النور تؤتي ثمارها منذ الوهلة الأولى وبالتالي كل ذلك سنداً لأمن واستقرار الوطن والمواطن
وكم ندرك الفوائد العظيمة للتعايش السلمي بين المسلمين بكل الطوائف والفئات لكني إن دعوت لمثل هذا بالشكل الموجود على الأرض الآن سأكون عاطفياً ساذجاً ليس إلا ، إذا كنت أعلم جيداً ما معنى ( مخالف ) وما سينبني تحت هذا التعريف من معان لا حصر لها .
.


حل هذه الظاهرة من وجهة نظري من طريقين أحدهما داخلي والآخر خارجي
أما الخارجي فهو من خلال بسط السيطرة الأمنية على حدود الدولة وعدم السماح للأشخاص بدخول البلاد بغير الطريقة الشرعية التي تكفلها الأنظمة والاتفاقيات الدولية ومحاسبة كل من يتهاون في ذلك ، لأن الأعداد المهولة ممن قبض عليهم المخالفون لنظام الإقامة دخلوا البلاد بطرق غير شرعية .
وإنزال أشد العقوبات بمن يحاول نقلهم تهريباً من بعض ضعاف النفوس من المواطنين من المناطق الحدودية إلى داخل المملكة الذين يبيعون وطنهم مقابل دراهم معدودة ، وبئس الرجال هم ،
أما من الداخل فيجب تطبيق نظام العمل على كل المؤسسات والأفراد بمختلف أطيافهم ، وعدم التمييز بينهم ، لأن الأنظمة تطبق على جميع من يسكن على أرض الوطن وتفعيل الضابط في منح التأشيرات لأصحاب العمل حسب ما تقتضيه المصلحة وعلى أبناء الوطن أن يدركوا حجم الخطورة التي سيجنيها نقل هؤلاء أو تشغيلهم أو إيوائهم .

وما حدث في منفوحة في الرياض وأحياء وشوارع جدة لهو نذير شؤم ودليل على خطورة وجود هؤلاء على الأمن وعلى المجتمع ككل . ولقد بدأنا نلمس فوائد الحملة عبر اختفاء تلك الأعداد الهائلة من العمالة السائبة المدمرة للبلاد السارقة لحقوق العباد من أهل البلد وغيرهم .


وأظن أن وطني عمل عملاً مرضياً جداً ، هو بالفعل لا يصل إلى الكمال في الرضا لكنه بالتأكيد أخرجنا من دائرة عاقر لا تلد ولا تسمح للدوائر الأخرى بتلقيحها ، وبتنا نرى الواقع أجمل والخيال حقيقة والعمل منجز والنتائج ظاهرة ، وإن أردت وطناً طاهراً عليك الاعتناء جيداً به من الظاهر ومن الداخل.

ثم أنه ينبغي على كل فرد وطأت قدماه أرض الحرمين أن يدرك تمام الإدراك أن النظام واجب ديني ووعي ثقافي وسلوك حضاري يجب التمسك به والالتزام والسير تحت مظلته في كل شؤون الحياة وعليه أن يربي نفسه على السير بالنظام والالتزام بقوانين الدولة وأنظمتها واحترام سيادتها طواعية منه قبل أن يزج بنفسه في متاهات تجبره إكراها على السير على طريق النظام .
وليس من المقبول ديناً ولا قانوناً أن نرى مثل تلك المشاهد التي حدثت وتحدث خلال هذه الأيام .
شكراً خادم الحرمين وشكراً لوزارة الداخلية ومن ساعدها في تلك الحملة وشكراً لكل مواطن ومقيم عرف معنى الوطنية فخدم الوطن شكراً من القلب لكل من ساهم ويساهم في بناء وطن الرسالات . وكان الله معكم ناصراً ووليّا ، وحفظ الله الأمن في هذا البلد وسائر بلاد المسلمين .

::

محرم / 1435 هـ
بواسطة : طلال الثبيتي
 4  0