×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
طلال الثبيتي

حاضرنا خلاصة ماضينا
طلال الثبيتي

سئمت تكاليف الحياة .. وإن أعش ثمانين يوماً لا أبا لك أسئم
لست خائفاً من إفشاء سر حياة مضت .. فكما أن لنا ماضٍ .. لدينا حاضر أيضاً .. ومستقبلنا جنة تنتظر ..
؛؛
نحن أطفال حقبة زمنية من الماضي لم يكن لدينا هدف واضح بل أحلام وأمنيات وأشياء أخرى تافهة ..
وكل ما في الأمر عينين ولسان وشفتين .. كعجوز بلا ريق
لا يوجد لدينا حرب عظيمة مع أحد
لا يوجد لدينا أفكار عظيمة لأحد
لسنا أبناء ذوات ولا كرامات
لا نملك مداخيل عالية أو عوائد يومية أو سنوية ..
كنا نرى العالم ولم نكن نتوقع أن العالم يرانا ..
كنا نحمل كثيراً من التخلف .. والتأخر .. دون أن نشعر أننا ننتظر سنوات عجاف
لكننا رغم ذلك؛
متعايشين مع أنواع متعددة من البشر ..
كنا نستطيع التغلب على تقلبات الحياة ..
كنا نقهر الحزن .. ونذلل المستحيل ..
نحن بالمجمل ضعفاء جداً في أشياء .. أقوياء أكثر في أشياء أخرى ..
كنّا أسرى للحياة رغم تقلباتها وأوجاعها إلا أننا نجد فُسحة من السعادة والسرور ونسعى في مناكبها ونطوف عليها ..
كان لدينا قدرة عالية على التصالح مع أنفسنا ومع الغير
لكننا لسنا كذلك عند مرحلة التسامح
لم نحمل يوماً ما هَمَّ أحد .. كل ما تحمله نفوسنا يذهب أدراج الرياح ويصبح من النسيان بمجرد أن تضع جنبك الأيمن على الأرض ..

عشنا تفاصيل المجتمع الأبيض بعيداً عن التصنّع والغش والخديعة

كنا نبني لنا قصوراً من الأحلام الجميلة .. ونهدم كل شيء مذموم وسيء في نفوسنا.
كنا كأحجار شترنج .. خبأنا الزمن تحت جلده
لكننا بفعل أنفسنا تحولنا لقطع ديناميت لا تُبقي ولا تذر ..
اعتقادنا الأكبر أننا أصبحنا كل شيء بينما لم نكن شيئاً مذكورا ..
اعتنقنا كثير من الأفكار قبل أن نؤمن بها ..
لم نكن نهتم لزراعة الأفكار .. بقدر ما كنا نحصدها بعد استوائها ..
لم نكن نردم التخلف لكن صدقا كنا نحث على عمارة التطور والنهوض
وخِططنا كانت مكشوفة لم نعلّبها يوماً .. لنشهرها بعد حين ..
كانت مجموعة اللذة في نفوسنا تتغلب وتدير مجموعة الألم
كبرنا،،وأصبحت حربنا العظيمة هي النفس والهوى
والفكرة العظمى هي كيف أكون مميزاً
بل أحياناً نفكر كيف نسيطر على القمة.
لقد تمت تربيتنا في بيئة متذبذبة وفي شوارع ضيقة وفي مدارس مستأجرة وأكثر أوقاتنا نقضيها على أرصفة الحياة دون أن نشعر بوحدة الفكر لنؤمن بأننا يوماً ما سنكون من أكابر القوم ونخبة المجتمع
لكننا لم نصبح كذلك .. كانت تلك الأرصفة غاية في الهشاشة ..
لم نصبح كذلك .. لأننا بكل بساطة سُذّج لم نستعمل قدرة الله في عقولنا وأفهامنا .. بل سلّمنا عقولنا فلعبت فينا سنوات الوهم .. وأصبحنا نرتدي رغماً عنّا ملابس لا تليق بنا .. ليكشف لنا الزمن الوهم الذي كنّا نعيشه . والآن تقاذفتنا أمواج الحياة إلى حيث لا نرغب .. ولا نريد .. وأدركنا أننا نتنقل بين كرنفالات الوهم ولم ننتصر في ملحمة الهوى ..
واكتشفنا بدهشة أن ماضينا بأكمله لم يكن سوى قصر من الأحلام بُني على أرض هشّة ..
لكننا حتماً عندما دُهشنا وبدأنا نلحظ الخيبة ، بالكاد بدأنا نتشافى ..أو هكذا نعتقد .. فيا رب اشف عقولنا شفاءٌ لا يغادر سقما قبل أن يسرقنا الرحيل .. ...



للتواصل : @talalthobaiti
بواسطة : طلال الثبيتي
 7  0