×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صالح المرواني

معالي وزير الإسكان "والدي"!!
صالح المرواني

معالي وزير الإسكان "والدي"!!

قبل مايقارب الأربعة وثلاثون عاماً، وحينما كنت أنعم بطفولتي البريئة في كنف والداي رحمهما الله، لازالت تعلق في ذاكرتي قصة تلك "الصندقة" التي رتبت طفولتي مع إخوتي بكل حميمية، دعوني أحكي لكم حكاية أبطالها "شاكوش ومسمار وألواح الزنك" بالإضافة إلى أرض تتلهف لاحتضاننا.

في ذلك الحين لم أكن أتجاوز السادسة من العمر حينما عزم والدي-رحمه الله- على "شراء" منزل العمر ولكن ليس عن طريق بنوك أو قروض تمويلية، ولم يكن بحاجة ايضاً ﻻنتظار دوره بالحصول على أرض ولاقرض، كل ما أتذكره هم أصدقاء والدي الذين حضروا معه "مشمرين" عن سواعدهم متأهبين "بالشواكيش والمسامير" بعد أن حدد والدي قطعة أرض فسيحة عبر مخطط لم يكن مرسوما على ورق ولكن كان مبسوطا على أرض فسيحة لاتجهد جيبة بقليل أو كثير فلقد كان يمثل حينها وزيراً للإسكان، وأتذكر حينما بدأ صب الأعمدة ولم يكن الأمر يتطلب معدات ثقيلة أو اسمنت وحديد وكل مافي الأمر بعض الأعمدة الخشبية التي تدفن ويدفن معها بعض الحجارة ليبدأ بعد ذلك تثبيت الواح "الزنك" عليها.

انتهى فناء المنزل ليبدأ بعد ذلك بناء الغرف والصالة والمطبخ التي كانت تضاهي بفخامتها الفلل والدبلكسات الحالية، وبعد الإنتهاء تبدأ عملية العزل "للسطوح" حرصاً على عدم تسرب مياه الأمطار ولم يكن العزل إلا عبارة عن أشرعة تنصب فوق تلك الغرف الصغيرة بمساحتها الكبيرة ببركة من يسكنونها.

ما أجمل ذلك التاريخ الذي لم تكن الأرض فيه تلفظنا أو تضيق بنا ؛ أما اليوم وبعد أن عجزت وزارة الإسكان عن إيجاد أراض تنشأ على صدرها مشاريع سكنية، توفر من خلالها حلم أبناء هذه الأرض الطيبة في السكن، فلا أجد إجابة أشفي بها إلحاح ابنتي "دانة" حينما تتسائل عن موعد شراء ذلك المنزل وهي تتطلع لوالدها القادر بقدرة الله على تحقيق كل احلامها، حينها لا أملك سوى الصمت وأنا أردد في نفسي: ( حلم "صندقتي" مات يابنتي مع أبي وبعض رفاقه!! ).



تويتر | @sa_1668
ايميل | kk-6-6@hotmail.com
بواسطة : صالح المرواني
 33  0