×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
قسمة العمراني

ساقية عطـر
قسمة العمراني


القرية التي هي : حاضنة البحر [ ٩ ]

/
- في قريتي
تشعر بـ أن كل شئ يكاد يكون منك قاب قوسين أو ادنى
الحزن / الفرح / الثراء / الفقر / الحياة / الموت
النجاح / الفشل ......... كل شئ .
شئ أريد قوله هنا ولا اعلم ماهو أيضاً أراه مني قاب قوسين أو أدنى ،
ولكن المساحات الحرّة دائماً ماتشعرك بالمسؤولية وتجعلك مقيّداً
أمام : نفسك ، اسمك ، ضميرك ، وأمام الآخرين أيضاً !
والمساحات الحرة دائماً ماتجعلك تفكر بأن تكون
للقلب ، للفضفضة الذاتيه ، أوهي استراحة
للعقل من التفكير في هموم الحياة
أوتفكر بأن تجعلها للخروج عن كل ماهو مألوف .
المساحات الحرة فضاءات شاسعة مغرية بإرتكاب كل ما من شأن الضوابط
الإجتماعية وصوت العقل وصرخة الضمير ومقصّ الرقيب تغييبه .
المساحات الحرة مسؤولية خطيرة قدلا نتقلدها كما ينبغي
وربما لن نكون بها اُمناء على انفسنا !
/
ولكنني قطعت عهداً على نفسي بـ أن أقول وأقول وأقول
عن قريتي مايطيّب خاطرها وخاطري وخاطر الإنصاف
وخاطر كل من يقرأ أيضا .


- في قريتي وعندما تأخذني الخطى إلي الأحياء القديمة
وشوارع ذكرياتها اشعر بـ أن أيام طفولتي تصبح مني قاب قوسين أو أدنى
أشعر بحاجتي للعب ، للقفز ، للتخلي عن جميع مسؤولياتي
وارتداء ثوب شقاوة الطفولة وعبثها والإنطلاق بها في دهاليز روح خالية من كل هم !
و يحاصرني فيها نزق برئ بل يتلبسني و يخلع عني كل رداءٍ سواه وأشعر لحظتها
بـ انني ريد أن اقفز اريد أن اتحرك بلاقيود واحاول منح نفسي تلك الفرصة والإستمتاع بذلك
الشعور معتقدة بقدرتي على صنع بعضاً من متعة بريئة والعودة لأيام اكثر براءة وحريه !
هناك ارى اعياد طفولتي بالأمس تكاد تكون مني قاب قوسين أو ادنى
وكأن الفرح توقّف هناك وبقي حياّ في نبضها
وفي فستان العيد الذي كنت أحتضنه لعدة ليالٍ قبل أن أنام على أمل
أن يأتي يوم العيد وتكتمل فرحتي بإرتداءه ، ونقشة الحناء التي كانت أمي تزين بها كفي
و رائحتها التي كنت اشتمّها بإستمتاع عندما أصحو مبكرة لغسل يدي منه كي أرى اللون الأحمر كيف طُبِع
عليهما وظفيرتي التي كانت تجدّلها أمي و صباح العيد وما ادراك ماصباح العيد بالنسبة للأطفال
كان هو وقت حصاد الفرح والفوز بغنائم البهجة والسعادة ،
بدءاَ من تناول الحلوى ومروراَ بمعايدة الجيران حتى الوصول إلي العيدية
التي هي مبتغى كل طفل حتى وإن كانت ريالاً واحداً !



سـ تبقى طفولتي وذكرياتها رهينة الحرف
وستقفز بـ شقاوتها لـ تطل برأسها من بين حروفي
كلما أحتاجت الروح لذلك


- يتبع -


أوراق تتناولها امرأة من حقيبة العمر
لتحتفظ بها في صناديق الذكريات
وتهديها لـ ملفات التاريخ


الورقة السابقة ↓↓


http://www.sada-tabuk.com/articles-a...how-id-862.htm


تويتر : @Saqyat3trً
بواسطة : قسمة العمراني
 18  0