×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
صالح المرواني

"سبق" وإعصار "ساندي" والأمير!!
صالح المرواني

بعد أن تجلت على السطح مصيبة العائلة المكلومة، ومصيبة الوطن في سقوط الطفلة "لمى" في احد الآبار اﻻرتوازية بتبوك، تأتي وكالعادة "سبق" لتصطاد في الماء العكر وبطريقة غير مسبوقة فتسجل على متصفحها حربا ضروسا وموجهة على تبوك متمثلة في أمير منطقتها، الذي أشارت "سبق" له بالعديد من الاتهامات.

حيث لم يمض وقت قصير على ماقاله نائب رئيس التحرير فيها "شقران الرشيدي"، حتى ظهر مقال الكاتب مسلم الرمالي الذي عنون له " "لمى" وإمارة تبوك والغياب الغريب!!" وبكربون مصغر لما ذكره زميله في الصحيفة، حيث تعمد الكاتب للاستشهاد بكارثة إعصار "ساندي" الذي اجتاح بعض ولايات أمريكا مبينا في معرض استشهاده نزول الرئيس الأمريكي لتفقد مخلفات الإعصار، واستطرد في مقارنته التي لم يوفق بها حيث شبه الأمر بتقاعس أمير منطقة تبوك عن زيارة البئر والوقوف على مجريات العمل هناك، وهذا أمر ربما نوافقه عليه نوعا ما ونحن لانعلم ماهي ظروف الأمير الذي اعتادت تبوك وأبناؤها منه الوقفة الصادقة والخالصة دوما معه ومع ماينغص صفوه مع علمنا المسبق بالدعم الذي تلقاه الدفاع المدني منه شخصيا بحسب الدفاع المدني، ولكن ومن خلال هذا المقال الذي لم يظهر الكاتب في مقارنته بين الحادثتين سوى "الحشو" الذي تشعر من خلاله أن الكاتب أراد إقناع القراء "بالعافية" بأن الإمارة وأميرها بالاسم مقصرين، أو أن الأمر مجرد "واجب" طلب منه من إدارة الصحيفة لاستكمال الغرض الذي كانت بدايته من نائب رئيس تحريرها.

وهنا أنا لست في مكان المدافع عن أمير أو إمارة منطقة فهنالك جهات مختصة كان من الواجب أن تتحدث وتبرر بدلا من استكمال "الصمت" الذي فهم كمشروع ونهج للأمير ففتح المجال لمثل هكذا تأويلات ونأمل أن تتحدث الإمارة للجميع لعل الجميع ينصت، ولكن مايثير التساؤل هنا لماذا تحرص الصحيفة على توجيه هذه التهم وبالإشارة لاسم مسؤول معين في منطقة تبوك دون غيرها؟، لماذا لاتكلف سبق أحد مراسليها للقيام بعمل تحقيق صحفي متكامل الأركان عن هذه القضية أو غيرها؟، وتقوم بتوجيه السؤال من خلال ذلك للإمارة أو الأمير مباشرة أو الجهة المقصرة عن سبب التقاعس كما وصف لديهم أو التقصير، ليبنى على ذلك آراء مختلفة حتى تتكون لدى القارئ مصداقية وثقة بنزاهة القصد، فالكل قادر على صقل كلمات التوبيخ والاتهام ولكن للصحافة قواعد يتوجب علينا عدم إغفالها وبعيدا عن عواطفنا الشخصية أو آرائنا.
بواسطة : صالح المرواني
 6  0