×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمود البلوي

العفو عزة وكرامة
محمود البلوي

نعيش في هذه الحياة وقد نتعرض إلى الإساءة ومن الطبيعي جداً وقوع ذلكـ لأنك لاتعيش لوحدك في هذه الحياة بل تعيش مع أعداد وكمية هائلة من البشر متنوعين ومختلفين تماماً عنك بالصفات والمظاهر والأشكال والأخلاق تجدالقوي والضعيف والحكيم والجاهل والظالم والمظلوم والسائل والمسؤول فتجد من أساء إليك بأهلك وعرضك ونفسك ومالك أو بكلمة سواءً كانت عمداً أو سهواً أو بدون قصد وفي النهاية بشر نختلف بالأراء والعادات والطباع والأخلاق وحتى أيضاً وجهات النظر فنحن نعيش على متن قارب الحياة تارةً يُحسن لك البعض وتارةً يُسيئ لك نغفل ونسهوا جميعاً ونسامح ونعفوا ونتخاصم ونتباغض ولو سألت نفسك عن الأسباب لرأيت الإجابة ناقصة المعرفة ينقصها الدين والعقل ولانعلم متى يدركنا الغرق على متن هذا القارب ومازلنا صامتون بائسون خاسرون نمرح مع حقد الحياة الظالم يظلم والمظلوم مكلوم لا يملك إلا الدعوة المستجابة والسارق يسرق وتقطع يداه والقاتل يقتل ويُقتل وكل ذلك من ماتحصده يمينك ليس إجباراً عليك بل لما ماهو موجود بداخلك وفي النهاية وقبل الندم نحن بحاجة إلى تطهير قلوبنا وأنفسنا من سوء الكلام ومن حقد الأفعال نندم ونتوب ننتقم ونعفو نتصافح ونتباغض متناقضين غير متفاهمين .


العفو هو الحل الوحيد الذي نريد أن نشعر فيه ونعمل به .


لماذا لانتصافح ؟
لماذا لانتسامح ؟
لماذا لانعفو ؟


البعض منا عندما يفكر بالعفو عن من أساء إليه وهو مجرد تفكير فقط يظن أنه قد خسر نفسه وخسر الدنيا والآخره ويشعر بالضعف والمهانه ويبدأ يتحسر ويفكر في الإنتقام ولايعلم أنه إن أعفى عن أخيه فقد قهر أول أعداءه وهو الشيطان وأنه قد ربح وكسب رضا الله وعفوه ومغفرته وما أجمل هذا الرضا والعفو والغفران من رب السموات والأرض فإن عفوت فاعفوا لوجه الله وإن سامحت فسامح لوجه الله ، قال تعالى :
( وليعفوا وليصفحوا ألا تُحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )


ومن أقوال علي بن أبي طالب :


( " قلة العفو أقبح العيوب والتسرع إلى الإنتقام أعظم الذنوب " )



خاتمة :


"قال الشافعي رحمه الله :


قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لباب الشر مفتاح


فالعفو عن جاهل أو أحمق أدب
نعم وفيه لصون العرض إصلاح


إن الأسود لتخشى وهي صامته
والكلب يحثى ويرمى وهو نباح"




( نِـعـم الـعفو وبِـئس الإنتقام )




الإعلامي محمود البلوي
blui.s7@hotmail.com
بواسطة : محمود البلوي
 12  0