×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
هـيــلــة البـــغـدادي

عندما بكت الانسانية رحيل سلطان
هـيــلــة البـــغـدادي

لقد عم ارجاء المعمورة الحزن الشديد وخيمت عليها الكأبة والالم المرير برحيل سلطان المكارم وسلطان الإنسانية ففقده اصاب الكون بذهول لم يستوعب الجميع هذه الصدمة المؤلمة فبكته الإنسانية وندبته المكارم ونزفت الجراح وتقطعت القلوب من هول الفاجعة لقد رحل فقيد البشرية الى جوار ربه بعد رحلة عطاء تجلت فيها إنسانيته فقد عرف عنه رحمه الله حبه للخير ومساعدة المحتاجين كان متواضعا لايفرق في المعاملة بين صغير وكبير وفقير وغني كريما مع الجميع فاطلق عليه الجميع سلطان الخير ولم تولد هذه التسمية من فراغ وليست صنيعة الصدفة وإنما لها مقومات ومكونات وهي ليست من صنع الحدث فحسب وإنما من تحول الأحداث إلى سلسلة من الحقائق الاجتماعية الإسلامية الهامة في الحياة من شانها تحول مجرى حياة وطن الأسرة العربية إلى الأفضل تحول معها العمل الإنساني من واقع راهن إلى واقع جديد وارتباط العمل الخيري به هو أحد المقومات الأساسية لريادته للعمل الإنساني ومن غير التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتخلق بالأخلاق الكريمة وفضائل الأعمال والتراحم والتكافل والتعاضد ونجدة المحتاج وإقالة العثرات وقضاء الحاجات وفك الكربات ً وطهارة اللسان واليد لايكون رائد للعمل الخيري
لذلك كان يرحمه الله انسان شاسع الرؤية نافذ البصيرة يتميز بالحكمة والشجاعة يسترشد بالمبادئ الإسلامية ويتقن طرح الموقف والرأى الأخر في الظرف الأصلح والوقت الأنسب قاد طموحات المجتمع ليؤدي رسالته في صناعة التاريخ العربي الحديث
ومن هذه المكونات بزغ سلطان الخير رائد للعمل الخيري يتحلى بالصدق والوفاء وحب الناس والإخلاص لهم والقدرة على الاحاطة الشمولية بقضايا المواطن يستجمع في كل صفاته ومواقفه كل عناصر ومستلزمات رائد العمل الإنساني
لم يكن سموه رحمه الله يضع في ذاكرته ووجدانه أحكاما مسبقة أو نظريات اجتماعية أو إنسانية بلا محتوى واقعي لأنه يمتلك رؤية نقدية ينظر ويزى ويستوعب ويتمثل ويقرر وبهذا المعيار العلمي اتسم النقد في منهج سلطان الخير الإنساني الاجتماعي بأنه تطلع إلى الأفضل أي إلى الحق وإلى إيجاد الحلول الحقيقية للمشكلات التي افرزها المجتمع السعودي في مراحل تطوره التاريخي فكم من دمعة محتاج مسحها وكم من ملهوف اغاثه وفرج عن مكروب فكم من مطلقة أو أرملة فقيرة محتاجة شملها كرم سلطان وكم من معسر فرج الله كربته على يد سلطان ولا ننسى مواقفه التميزة في دعم المثقفين والمفكرين والباحثين وتبني الموسوعات العلمية وإقامة الأكاديميات والمراكز الإسلامية والمناشط الدعوية في كافة المعمورة كما كانت إقامة سموه لمدينة سلطان للخدمات الإنسانية شاهدا على بر سموه وكرمه اللامحدود
فهو دائما مبتسما بشوشا باذلا معطاء يرقى المعالي دائما باذلا اقصى درجات الجهد لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه فقد شغف القلوب حبا لما عرف فيه من الخير والبر
لقد اهتزت مشاعري واصبت بذهول شديدعند علمي بنبأ وفاته
نبأ علمت به فهز مشاعري
وأثار عندي محزن الأفكار
وودت لواني حلمت.ولم اكن
يقضى اعيش تجهم الأقدار
ان حب سلطان الذي ترجم على لسان الشعراء والكتاب حب في صميم القلب ومن الذي لايحب سلطان ؟
إن الوطن وابناءه المخلصين والشعوب العربية والإسلامية بأكملها التي عمها كرم ونبل وشهامة الأمير سلطان حزينة على فقدها لأ شراقته الوضاءة الصادقة التي تحمل الحب لكل الناس فمواقف سموه لاتنسى وستبقى في ذاكرة الوطن ويبقى علينا أن نرد بعض الوفاء لسموه رحمه الله رحمة واسعة غفرالله له واسكنه فسيح جناته


هيلة البغدادي عضو مجلس إدارة النادي الادبي

بواسطة : هـيــلــة البـــغـدادي
 3  0