×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبير خالد

المستشفى الأخضر !!
عبير خالد

الدولة التي تعاني وزارة الصحة فيها من: عدد الأسرّة، لا يكون المرض فيها داءاً وحسب!
بل حزناً، وخيبة، وذاتٌ متكسّرة.
يظنون بأن الشقاء، إصطفاء!
وإن المواعيد التي لا طائل منها: مجرّد بلاء
وأن تأخرها رحمة، وأمل بالشفاء!
يا للسخرية.. يا للسخرية!
ذهبت ليلة أمس لمستشفى تبوك (الأخضر)، ليس لمرض فالحمد لله، لكنني أردت توقيع أوراق كشف طبي.
في الساعه 7:22 دخلت مع شقيقي إحدى العيادات الخارجية حيث هناك يكون الختم والتوقيع، أخبرتني احدى الممرضات المستجدات بأنها ستأخذني للمكان المنشود، وأثناء سيرنا في ممرات المشفى الساكنة وقفت منادية عند احد الأبواب مُدعيةً بأن هذه الحجرة أيضاً ممر، لم يُفتَح لنا الباب إلا بعد دقائق من الانتظار، لتأتينا مجيبةً موظفة من الداخل: (نعم؟ زوجي عندي)
هممتُ بالانسحاب، ظننتُ الوضع مضطرب، لكن يبدو أن ذلك أمراً إعتياديا، أخذتني الممرضة مختزلين هذه الحجرة ذات البابين الى جهه أخرى من المشفى مشيرةً لأحد الغرف الموصدة قائلةً: انتظري، هنا ستجدي الطبيب المسؤول عن هذه الأوراق، وقفتُ قليلا ثم طرقتُ الباب حتى أتاني الرد من الداخل على عجل، وبغضبٍ بوّاح:
(صلااااااة..برااا..نقفل وقت الصلاة)
ابتعدت ولم أبتدع، غمرتني الأسئلة في تلك اللحظة!منذ متى والمشفى يُغلق أبوابه وقت الصلاة؟
منذ متى والمشفى نـُـزلا يلتقي فيه الأزواج؟
منذ متى والأبواب تـُقفل بوجوه المرضى والمراجعين؟
منذ متى والموظف يعامِل المراجع المواطن بهذا الأسلوب الفظّ الغليظ؟
خرجتُ بورقةٍ غير موقّعه، وبآمال غير مسترجعة، فاستوقفني إمام المسجد الأخضر يردد بخشوعٍ جذّاب قولة تعالى:
﴿ يَا أَيها الّذينَ آَمَنوا اتقوا اللَّهَ وَقولوا قَوْلًا سَدِيدًا)
بواسطة : عبير خالد
 4  0