×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سامي أبودش

لا ترمو العيوب , فكلنا مسئولون .
سامي أبودش

يضحكني كثيرا ( مع كل احترامي لهم ) البعض ممن سمو بـ ( النشطاء الاجتماعيين ) ولما يدونوه أو يطرحوه في بعض منشوراتهم ما بين الحين والآخر , من مواضيع وقضايا قد كان البعض منها هامة أو ساخنة أو قابلة للنقاش والحوار الجاد وتم نشرها على صفحاتهم الشخصية كمواقع التواصل الاجتماعي خاصة أو في بعض المواقع الإلكترونية الأخرى عامة , حيث كان الطرح دائما ما يمس أو يلوم أو ليحمل بعضا من العيوب والأخطاء على بعض الأماكن العامة أو حتى الترفيهية منها , كالمولات مثلا أو غيرها الكثير والكثير من الأماكن الأخرى كبعض المطاعم أو المقاهي أو الاستراحات ... الخ , وعما يقع فيها من تجاوزات أخلاقية لم تكن البعض منها إلا خارجة عن السيطرة أو فيها خدش للحياء العام , ومطالبتهم بحضور الهيئة ( رجال الحسبة وفقهم الله ) فيها لكي تتم عملية الضبط لتلك اﻷماكن ، وكأن رجال الهيئة مقصرون أو بلم يهتموا لتلك الأماكن , ومن خلال ما قد سبق ذكره : فالكلام جميل ولكنه مضحك في نفس الوقت بسببها اﻷول : أن اليد الواحدة ﻻ تصفق فكيف نتكلم أوﻻ ونطلب ثانيا ثم نتذمر ثالثا والعيب منا وفينا ، وهو مربوط بالسبب الثاني : التربية , فلو أن كل أسرة تربي أبنائها على النشأة الصحيحة واﻷخلاق الحميدة واهتمت بهم فلما وجدناهم يتسكعون ويترنحون في تلك اﻷماكن أو حتى غيرها ، وأما السبب الثالث : فهم أصحاب الثقافات والتفكير المنحل ممن يطالبون باﻻنفتاح في كل شي ، ولو دخلنا في حياتهم الخاصة لوجدناهم بأنهم يريدون تطبيق هذا اﻻنفتاح أو بأي تجاوز يقع تحت مطلته في غيرهم ، وفي حقيقتهم فلم يقوموا هم بتطبيق ذلك على أسرهم ولم ولن يرضوا بأي تجاوز قد يسيء لهم رغم أنهم قد رضوه على الغير ، فيغلق على أسرته ويتشدد عليهم من الداخل ، ومن الخارج تجده يرحب ويدعو ويشجع لهذا اﻻنفتاح بكل أشكاله وأنواعه ، وأخيرا : فتلك الأماكن لم تنشأ أو وجدت أصلا إلا في خدمتنا ورفاهيتنا وإسعادنا , وأيضا فلم تكن سببا في ظهور ما قد ظهر عليه اليوم من بعض التجاوزات الغير مرضية أو أخلاقيه , كما أن الهيئة ليست شماعة لنرمي عليها كل الأخطاء الصغيرة أو الكبيرة أو أي تجاوز قد يقع فيها ولم يكن إلا من أخطاء الغير , وبالرغم من مثابرتها واجتهادها وقيامها بعمل النصح والإرشاد والمحافظة على كل ما هو أخلاقي , إلا أن اﻷسرة هي اﻷساس في كل شي فإن صلحت اﻷسرة صلح معها أبنائها وإن فسدت فسدوا معهم ، وهذا مجرد رأي وتوضيح وتصحيح لتفكير مغلق ، ﻷننا مازلنا ومع اﻷسف ننظر للعيوب ونطالب بإصلاحها دون أن ننظر ﻷنفسنا أوﻻ ثم بمن حولنا ثانيا ، فالهيئة ليست حل لكل ما يحدث اليوم فالحل معنا وليبدأ فينا ومنا , وكلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته .

سامي أبودش
كاتب سعودي .
بواسطة : سامي أبودش
 3  0