×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
ضيف الله عيد المضلعاني

ولكم في القصاص حياة
ضيف الله عيد المضلعاني

قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولى الالباب لعلكم تتقون).البقرة 179.وقال تعالى(وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص).المائدة 45 .

المولى سبحانه وتعالى حفظ النفس البشرية من كل عدوان صغيرا كان أو كبيرا وقد وردت آيات عديدة في ذلك يعلمها من يقرؤون كتاب الله الكريم ،وكذلك ما ورد من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في عصمة دم المسلم وحرمته وخطبته في حجة الوداع منهج في ذلك.

كثر في هذا الزمن جرائم القتل والاغتصاب والتحرش بالأطفال والشجار وغير ذلك .بل إنّ هناك جرائم أخلاقية لا تُصدّق ولو لم تُنشر ويتداولها الناس لشككنا بها .ولو تكلم بها أي عاقل قبل عقدين من الزمان تقريباً لأصبح في حرجٍ من المجتمع ،ويمكن أنّ يتعرض للإستهجان او الشك في عقله بل ودينه لأنّ المجتمع متدين ومحافظ أما اليوم فتغير الوضع إلى ما نحن فيه من أخبار تجعل المسلم في ذهولٍ مما يسمع ويقرأ فكل يوم أخبار عن إزهاق أنفسٍ بشريّة و لأسباب أقلّ ما يُقال عنها أنها تافهة وكذا الإغتصاب والتحرش بالأطفال والسرقة وأغلب هذه الجرائم نتيجة لتعاطي المخدرات بشتى أصنافها ومع ذلك يقولون في الخبر أنه ناتج عن حالة نفسيّة ولا يذكرون الحقيقة وهي المخدرات التي أصبحت كالماءِ في سهولةِ الحصول عليها بالرغم من الجهود الجبارة لرجال مكافحة المخدرات ورجال الجمارك وغيرهم من رجال الامن وبالرغم من العقوبات التي اتخذتها الدولة. ولكن لازال شرُّها ظاهراً وقد سمعتُ في قناةٍ خليجية أنّ المملكة المستهدف رقم واحد في العالم وأعتقد أن السبب يعلمه من يتابع ما يحدث فيما يُسمَّى بالشرق الأوسط وما حبا الله المملكة من مقدسات وثروة نفطية وقبل ذلك الإسلام الذي يتمسك به الشعب أشعر أنني خرجتُ عن الموضوع الذي أعددت المقال لأجله ولكن كان من الضروري أن أُشير لبعض العوامل التي لابد من التعريج عليها.

إنّ حكومتنا دستورها الإسلام والشرع تطبق مبادئه فإذا قتل انسان آخر عمداً فالشرع القصاص أو الدّية أو عفو الولي الشرعي ولا تتدخل الدولة في ذلك ولاشك أن العفو محمودٌ شرعاً وعُرفاً. ولكن ما يلاحظ أنّ أهل القاتل يبذلون قُصارى جهدهم في سلامة القاتل إمّا بالدية مهما بلغت أو بالعفو أو بغيرهما ولكن استفحل الأمر فصار قتل المُسلم أسهل من قتلِ الحيوان - أجلكم الله- وكل واحد يحمل معه في سيارتهِ رشاشاً أو مسدساً أو سكيناً أو عصا غليظة، فالتفاهم لا يتم إلا بتلك الأدوات. بل ويجدُ من يُشجعه فالقبيلة وراءه بكل ما تملك من ثقل مادياً وجاهاً وغيرهما والذي أتمناه أن يتم القصاص من المتهورين والسكارى ومن شاكلهم حتى تصدق علينا الآية التي افتتحت بها المقال وننعم بأمن شريعتنا لا أمن حقوق الإنسان والأعراف القبلية .قد يتبادر لأذهانِ البعض أنني أقصد أحداً بعينه أو أنني أحرض كلا ولكن من لا يردعهم العفو ومكارم الأخلاق يردعهم القصاص فالمسلم له حرمته وقد ورد أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران.
بالطبع أنا لا أكتب للوعظ ولا للتسلي -حاشا لله- .فأنني أحترم القارئ الكريم وأُدرك مستوى الوعي لدى المجتمع ولكن كمسلم ومواطن يؤلمني ما يحدث في هذا المجتمع العظيم .ويجب أن يتغلب العقلاء وهم الكثرة على السفهاء وهم القلّة. ولا يكن شعارنا قول ابن كلثوم:
ألا لا يجهلنَّ أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

والله من وراء القصد
بواسطة : ضيف الله عيد المضلعاني
 6  0