(( تنويه : كامل اعتذراي للقراء الكرام بسبب طول المقال على غير عادة تحرير المقالات، والذي كان سببه اصراري على إيضاح الحقيقة كاملة).
كثيرًا ما تحملت المملكة العربية السعودية ما يُنشر من أكاذيب وحكايات مفبركة مدعومة بتقارير مشوهة تتبناها أحيانا وللأسف مواقع و قنوات رسمية محسوبة على الأمة الإسلامية والعربية حسدًا منها تجاه دولة سطرت أنصع الصفحات في تاريخ الأمة الإسلامية من مواقف نبيلة ودعم لكافة قضايا العرب والمسلمين.
في الآونة الأخيرة بدأ يتكاثر هذا الذباب الإلكتروني وأصبح شغله الشاغل فبركة الأحداث، وتزوير الحقائق، وتحجيم الإنجازات، محاولا النيل من هذا العملاق الكبير.
ومع استمرار هذه المنابر والمنصات في بث سمومها وتبنيها لكثير من التافهين والساقطين الذين يستغلون كل فرصة لمحاولة النيل من المملكة العربية السعودية، اصبح لزاما علينا كأبناء لهذا البلد الرد على هؤلاء بالحقائق وايضاح ذلك الفارق الكبير الذي اصبح بين المملكة العربية السعودية وبقية الدول ، مع احترامي وتقديري لكل الدول الإسلامية والعربية، فنحن أخوة في الإسلام والدم واللغة، ولكنها الحقائق التي يصعب تجاهلها مهما حاول هؤلاء طمسها، ولابد من ايضاحها، فلم يعد هناك مجال للاستمرار في الصبر على هذه الأكاذيب والافتراءات، وإني أرى أنه لا مانع من أن تأخذ القافلة قسطا من الراحة لتلقن الكلاب درسا ثم تواصل المسير، عوضا عن المثل الذي يردده السعوديون دائما ( دع الكلاب تنبح والقافلة تسير ).
ولعل الحدث الأهم على الساحة العالمية هذه الأيام هو خبر رغبة ولي العهد السعودي توسيع الاستثمارات والعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى مبلغ 600 مليار دولار خلال الأربع سنوات القادمة مرشحة للارتفاع حال أتيحت فرص إضافية.
هذا الخبر صورته بعض الأقلام المأجورة على أنه ابتزاز مالي للسعودية وأنه جاء على شكل هبات وعطايا لترامب وللولايات المتحدة الأمريكية، متناسين عن عمد أن هذه الاستثمارات ماهي إلا شراكات اقتصادية تسعى المملكة من خلالها للاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة في ظل الازدهار الاقتصادي الأمريكي المتوقع خلال الفترة الرئاسية الثانية لرجل الأعمال دونالد ترامب تزامناً مع النمو الاقتصادي المتسارع للمملكة، باعتبارها الأسرع نمواً بين دول مجموعة العشرين.
كما تغافل الكثير من أصحاب هذه المنصات الهزيلة والأقلام الرخيصة عن أن هذه الاستثمارات الضخمة تشمل قطاعات واعدة مثل التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية، والصناعات العسكرية، واستكشاف الفضاء، وتطوير الطاقة النووية، والاستخدامات المتقدمة للذكاء الاصطناعي.
والمنصف يعلم أن هذا الاستثمار وبهذا الرقم الفلكي لابد أن تكون خلفه رافعة اقتصادية هائلة وقوة مالية لا تتوفر إلا لدولة بحجم المملكة العربية السعودية، لذلك أصبحت محط أنظار العالم وبات الجميع يتطلع لجذب هذا الاستثمار السعودي الذي اثبت نجاحه، ومن البديهي ان تكون الولايات المتحدة الأمريكية برئيسها الاقتصادي أول من يخطب ود السعودية في هذا المجال، ومن الطبيعي أيضا ان تقتنص السعودية هذه الفرصة نظرا لما تمتع به امريكا من فرص استثماريةواعدة جدا، يسيل لها لعاب أي اقتصاد واع خاصة بعد حديث ترامب الأخير عن خفض الضرائب على الشركات، وهو مافعلته السعودية وأكدت على أن هذا الرقم مرشح للارتفاع حال وجود فرص إضافية.
هذا الاقتصاد الذي انتج استثمارا خارجيا بهذا الحجم لم يأت من فراغ ، بل هو نتاج لأعظم قصة نجاح حققتها المملكة العربية السعودية خلال العقد الأخير حتى أصبحت ضمن أعظم 20 دولة في العالم ، عاشت ومازالت تعيش سلسلة من التطورات والتحولات المتسارعة جدا قفزت بها إلى أعلا المؤشرات العالمية، والأرقام لا تكذب.
دولة اختصرت الزمن، ووصلت إلى أهداف عجز عن تحقيقها الكثير من دول العالم في فترة قياسية تشبه الحلم، وسط هذه الأزمات العالمية ، والتحديات الإقليمية، والتحولات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالكل إلا بهذا الجبل الشامخ.
تعال معي لأخذك في جولة من الانجازات تجعلك تشعر بالخجل الممزوج بالغيرة والحسد:
تخيل أن مشروع نيوم لوحده يقع على مساحة تقدر ب 35 ضعف مساحة سنغافورة. اطلق عليها عالميا مدينة الابتكار والتكنولوجيا، سوف تدر دخلا على السعوديين بما يقارب 100 مليون دولار سنويا.
تخيل أيضا أن السعودية وصلت لمراحل متقدمة لإنشاء مدينة كاملة اسمها ( ذا لاين ) خالية من الشوارع والسيارات تعمل بالذكاء الاصطناعي.. تخيل..!
لك أن تتخيل أيضا أن مشروعا عملاقا آخر هو مشروع البحر الأحمر رغم أنه عبارة عن ماكينة عمل ليل نهار على مساحة 50 هكتار ويضم ثمانية الآف غرفة فندقية ومع ذلك فإن معدل التلوث به (صفر ). تخيل.. !
اعلم أنني لو أكملت لك سرد بقية المشاريع التنموية السعودية فسوف تصاب بصدمات تجعلك تحتقر نفسك عندما تفكر بانتقاد هذا البلد الاستثنائي بكل مقاييس ومؤشرات الأداء العالمي.
لا اتخيل ماذا سيكون حالك لو حدثتك عن مترو الرياض ومترو جدة، أو البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، أو مشروع هايبر لوب للنقل السريع.
ورغم شفقتي عليك إلا أنني احب أن أشعل غيرتك مرة أخرى واذكرك بمشروع آمالا ومشروع القدية وبوابة الدرعية وحديقة الملك سلمان( أكبر حديقة في العالم ) ومشروع القمر الصناعي شاهين سات. كما انني أريد ان ازيدك غيضا وأعرض عليك أن هناك ايقونة عالمية اسمها المكعب بالرياض ، وأيقونة أخرى عالمية اسمها ” تروجينا “، وخذ مع هذا العرض ما يحدث في العلا ووسط جدة ، وما يحدث في الجنوب كمشروع ” تطوير السودة” و “قمم السودة”.
ورغم أنني لا اريد أن أطيل الحديث احتراما لوقت غيرك ممن يقرأ إلا أنه لابد لي من التوقف عن ذكر الجانب الاقتصادي لأستطيع أن أذكر جوانب أخرى.
على عجالة نعرج على الطب مثلا لنرى أن المملكة العربية السعودية تخصص طبيب أسرة لكل فرد سعودي .. تخيل .. لكل فرد.
مع التذكير بأن السعودية أجرت عمليات فصل التوائم السيامية قبل 35 عاما ، واصبحت رائدة العالم في ذلك.
تخيل أن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون تم اعتماده عالميا مركزا لتدريب أطباء العالم في هذا المجال، كما أن مستشفى الملك فيصل التخصصي صنف مؤخرا ضمن افضل 20 مستشفى في العالم.
وعلى عجالة أيضا نأخذ مقتطفات من التعليم في المملكة ونذكر أن الجامعات في المملكة عددها أكثر من 50 جامعة حكومية وأهلية ويكفيك ان تعلم أن افضل جامعتين في الوطن العربي على الإطلاق هما جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود حسب تصنيف(QS) العالمي ، ناهيك عن حصول المملكة على المرتبة الأولى إسلاميا وعربيا في مجال براءات الاختراع.
أما إذا تحدثنا عن المجال الزراعي فسنجد الاكتفاء الذاتي والتصدير لأغلب المنتجات الزراعية والغذائية، وسنجد السعودية الخضراء والرياض الخضراء، يارجل مزرعة واحدة في تبوك أصبحت تصدر الورود لهولندا معقل الورود والزهور، تخيل أن مساحة هذه المزرعة تعادل نصف مساحة بعض الدول !
اخيرا ولولا ضيق المساحة لحدثتك عن مشاريع الصناعة ومشاريع الطاقة وشركة أرامكو وأكبر صندوق سيادي في العالم ، ولحدثتك عن الجانب التقني وتقديم الخدمات للمواطنين الذي اصبح حديث العالم، ورغم أن خيالك واسع إلا انني لا اتوقع بأن يصل بك إلى أن السعودي يستطيع تجديد جواز سفره وهو مستلقي على سريره يشاهد مقاطع لطوابير من البشر في إحدى الدول تنتظر دورها في الحصول على نسخة من وثائق السفر.
وطبعا هناك الأهم دائما مشاريع الحرمين الشريفين التي حظيت في عهد الملك سلمان بأضخم توسعة على مدار التاريخ.
واخيرا اقول أن هذا الاستثمار الاستراتيجي جاء برغبة من محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أهم القادة في العالم وفقًا لأهم الاستفتاءات والقراءات الرسمية في الدول الغربية … ثم يأتي أصحاب القنوات الصفراء والأقلام المأجورة ليقفزوا فوق الحقائق ويحدثونا عن ابتزاز أمريكي للسعودية !!! رفقا بعقولنا ياقوم.
صاعقة ال 600 مليار دولار ..
::
في مقالات
اترك تعليقاً