إن في حياة الأمم والشعوب أيامًا سطَّرها التاريخ بأحرف من نور، ونحن اليوم تحت سماء بلاد الحرمين الشريفين نحتفل بذكرى يوم التأسيس ، ثلاثة قرون من العز والفخر، وقد سُمي بهذا الاسم تخليدًا لليوم الذي تم فيه تأسيس وتوحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز – طيَّب الله ثراه – فهو يوم خالد يعكس بجلاء تاريخ المملكة والتعرف على أهم إنجازاتها.
إن يوم التأسيس مناسبة وطنية خالدة، وتعد فرصة لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات للتعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز ، واستحضار بطولات وتضحيات أئمة وملوك و أمراء هذه الدولة المباركة الذين أسهموا في بنائها، فقد جسَّدوا في البلاد قول الشاعر :
إذا تولى سراة القوم أمرهم
نما على ذاك أمر القوم فازدادوا
فجزى الله الجميع خير الجزاء ، وغفر للأموات ، وحفظ الأحياء .
إن من المعلوم بداهة أنه لا تقوم الدول إلا عندما تتحد الجماعة على السمع والطاعة لولاة أمرهم ، والنصرة والتأييد لوطنهم، وليس بأيدينا ما نكافئ به فضلهم سوى محبتهم وإخلاص الولاء لهم ؛ لذا حذَّر الإسلام من كل سبيل يؤدي إلى تفريق الأمة ، وكسر شوكتها. قال صلى الله عليه وسلم : “من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه”.
إن بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ، ومنارة للعلم والدين ، أحب الأوطان إلى قلوب المسلمين عامة وإلى قلوب أهلها خاصة ، ومن الوفاء لمؤسس هذه البلاد ، وقادتها أن يقف الجميع وراء القيادة الرشيدة صفًا واحدًا لا يعرف الصدوع إليه طريقًا .
لقد انبثقت من ثنايا هذه المناسبة الوطنية أمور يجب الإشارة إليها، ومنها : التذكير بأيام الله ، وما أسبغ علينا من نعم ظاهرة وباطنة، ومن أبرزها : نعمة التوحيد والأمن ، فقد ربط الله بينهما قال تعالى : ” الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ”
إضافة إلى رسم صورة متكاملة لحقوق هذا الوطن علينا، وأن نكون شوكة حادة في حلق كل من يحاول زعزعة أمنه واستقراره.
وختامًا أقول : احتفاء تعليم تبوك بهذه المناسبة عامة ، و في مدارس الملك عبد العزيز خاصة يأتي إيمانًا بقيمتها الوطنية ، وأهميتها في تعزيز قيم الوعي والمعرفة لدى النشء بعمق تاريخ الدولة السعودية، و قد بادر سعادة المشرف العام على المدارس الأستاذ إبراهيم بن حسين العُمري بالأصالة عن نفسه و نيابة عن منسوبي و منسوبات المدارس برفع التهنئة للقيادة الرشيدة ، و لأمير منطقة تبوك و نائبه – حفظهم الله – بمناسبة يوم التأسيس السعودي ٢٢ فبراير ٢٠٢٥ م ، سائلا المولى – في علاه – أن يحفظ على بلاد الحرمين الشريفين أمنها واستقرارها، وأن يرد كيد أعدائها إلى نحورهم .
يوم التأسيس : نصرٌ وفخر
::
في مقالات
اترك تعليقاً