خدمة المعتمرين في رمضان: تجلّيات الرعاية وعظمة الرسالة

في شهر رمضان، حيث تُرفع الأكُفُّ وتُسكب الدموع في أروقة الحرمين، تتجلّى أبهى صور الرعاية والعطاء في مشهدٍ مهيبٍ عنوانه: خدمة ضيوف الرحمن.

مشهدٌ لا يُبنى على جهودٍ لحظيّة، بل على رؤيةٍ راسخة، تقودها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – اللذين جعلا خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما في صميم أولويات الدولة، لا قولًا بل فعلًا وميدانًا.

تحت مظلّة هذه الرؤية، تتحرّك منظومةٌ ضخمةٌ يقودها رجالٌ مخلصون:

وزارة الداخلية تبسط الأمن بكلّ تفاصيله، تنظّم الحشود، تحمي الأرواح، وتنسّق المشهد بانسيابيةٍ مدهشةٍ وسط ملايين الزوّار.

وزارة الحجّ والعمرة تفتح الأبواب أمام معتمري الداخل والخارج، وتيسّر الرحلة الإيمانية منذ التأشيرة حتى أداء المناسك، بخدماتٍ رقميةٍ متقدّمةٍ وتخطيطٍ احترافي.

رئاسة شؤون الحرمين تسهر على نظافة الحرم، وسُقيا زمزم، وتيسير الصلاة والطواف، بعنايةٍ روحيةٍ وخدميةٍ عالية الدقة، تُدار بأيدٍ مؤمنةٍ ومؤهلة.

الجهات الصحية تواكب الحدث بمنشآتٍ متقدّمةٍ وكوادر مستعدّة.

الفرق التطوعية تحضر من كلّ حدبٍ وصوب، لتمنح المعتمر لحظةَ راحةٍ أو ابتسامةَ دعم، في وقتٍ هو بأمسّ الحاجة فيه إلى السكينة.

وراء كلّ لحظةِ طمأنينةٍ في الحرم، هناك آلافٌ يعملون بصمت، وقلوبٌ تنبض بالإخلاص.

خدمة المعتمرين في رمضان ليست مجرد تنظيم موسم، بل وفاءٌ لعهد، وتجسيدٌ لرسالة، وشهادةٌ بأن هذه البلاد المباركة لم ترفع راية الحرمين إلا لتخدم، وتكرّم، وتُعلي من قدر الإنسان في حضرة الرحمن.

وهكذا، تكتب المملكة عامًا بعد عامٍ فصولًا جديدةً من التميّز، وتُبرهن للعالم أن خدمة ضيوف الرحمن هي شرفها الأول، ومسؤوليتها التي لا تتخلّى عنها مهما كان الثمن.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *