في زمن كَثُر فيه التصوير وقلّ فيه الشعور، أصبحت بعض مظاهر الضيافة مجرد عروض استعراضية لا تعكس حقيقة الكرم بقدر ما تعكس حب الظهور. الذبائح تتراكم، والمجالس تُزيَّن، ولكن هل يشعر الضيف فعلًا بالراحة؟ هنا يأتي دور هندسة الذوق.
الكرم ليس بعدد الصحون، ولا بحجم السفرة، الكرم الحقيقي هو كيف تستقبل ضيفك بابتسامة، بكلمة طيبة، بمكان نظيف ومهيأ، بقهوة مضبوطة وتفاصيل بسيطة لكنها تعني الكثير.
رأيي؟ كمجتمع، نحتاج أن نعيد تعريف الضيافة. نحتاج نجعلها قريبة من القلب، مشهدها هادئ، وأثرها طيب. لا نريد أن يخرج الضيف وهو متضايق، بل نريده أن يخرج وهو يقول: “شعرت أني بين أهلي”.
الهياط ليس كرمًا، بل هو ضغط على الضيف، وتكليف على المضيف، وتشويه لمعنى الجود الحقيقي. الذوق لا يحتاج إلى صوت عالٍ ولا كاميرا. الذوق في البساطة، والكرم في النية.
اترك تعليقاً