رسمت المملكة العربية السعودية لوحةً فنيةً رائعةً ، ونسجت خيوطها ؛ لتُظهر براعتها في نجاح موسم حج هذا العام ، فالنجاح لفظة عذبة الرنين ، محببة إلى النفس ، تحمل معنى يتمنى الجميع تحقيقه ، ولا يناله إلا من عمل جاهدًا للوصول إليه .
إن نجاح الحج يعكس بجلاء الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين ؛ لتسهيل نسك الحج ، وتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن في جميع الأماكن التي يؤدون فيها النسك سواء أكانت في مكة المكرمة ، أم المشاعر المقدسة ، وكذلك أيضاً عند زيارتهم للمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
إن اجتماع المسلمين في عبادة الحج ، ووحدتهم ورعاية وعناية المملكة بهم ، ونجاحها الباهر في إدارة هذه الحشود المباركة – بفضل الله – هو رسالة واضحة قوية للعالم بأسره مفادها أن الكائدين لبلاد الحرمين لن يجعل الله لهم سبيلًا .
لقد كتبت المملكة لنفسها هذا العام وكل عام قصة نجاح وتميز في نجاح الحج ، ويأتي امتدادًا للنجاحات المتتالية التي حققتها في الأعوام الماضية بفضل من الله أولًا ، ثم لكريم الرعاية وجميل العناية ، والتوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة ، وحرصها المستمر على تقديم الدعم غير المحدود ، وتوفير جميع الإمكانات للقطاعات والأجهزة الحكومية والأهلية ؛ لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
ولعل من أسباب النجاح أيضًا : المبادئ والمرتكزات الإيمانية التي تستند عليها المملكة ، والاستعداد المبكر للحج، وتهيئة السبل الكفيلة بخدمة ضيوف الرحمن ، والتركيز على أن خدمة الحاج شرف للجميع ، والعمل وفق منهج واضح منذ وصول الحاج وحتى مغادرته ، و التنافس الشريف من مختلف القطاعات بدعم و متابعة مستمرة من القيادة الرشيدة – أيدها الله – واسمح لي عزيزي القارئ أن أشيد بدور مدارس الملك عبد العزيز النموذجية بتبوك ، و التي ساهمت من خلال قائدها الكشفي ناصر القرني في خدمة ضيوف الرحمن و إرشادهم ، و بدورنا أسرة المدارس و على رأسها المشرف العام سعادة الأستاذ إبراهيم بن حسين العُمري ، ندعو الله أن يتقبل من حجاج بيته حجهم و طاعتهم ، و نرفع للقيادة الرشيدة – حفظها الله – أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة نجاح موسم حج هذا العام 1446 .
لقد استطاعت المملكة بفضل الله و كرمه أن تحصل على العالمية في إدارة الحشود ، بل إنها لا تنتظر جزاءً و لا شكورًا من أحد ، فهي تقدم كافة خدماتها لوجه الله الكريم ، و تستمر المملكة كل عام في ترجمة خطبة عرفة إلى ما يربو عن عشرين لغة ؛ لكي تصل رسالة الحرمين الشريفين للعالم أجمع .
وختامًا أقول : المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا ترى في خدمة ضيوف الرحمن شرفًا لا يضاهيه شرف ؛ لذا ضربت المملكة عبر تاريخها أروع الأمثلة في كيفية خدمة الإسلام والمسلمين ، فهنيئًا للمملكة بالنجاح الباهر لموسم حج هذا العام ، فهو وشاح فخر لها في ظل قيادتها الرشيدة .
اترك تعليقاً