دخلت إيران بيت الطاعة الأمريكي منذ وطأت قدمي الخميني أرض إيران عام 1979 وأصبحت دولة وظيفية تعمل وفق التوجيهات لخدمة مصالح أمريكا وأوروبا في المنطقة.
ومن يظن أن إيران وإسرائيل خصمان لم يدرك أن كليهما تشتركان في مشروع واحد ووجهان مختلفان يتحركان بأوامر حكومة الظل.
فاستظلت إيران برفع شعار المقاومة محمولا على ظهر (أيديولوجيا) طائفية مزقت كثيرا من البلدان العربية المحيطة بإسرائيل وفتحت أبواب جراح ما زالت تنزف ،تماشيا مع المشروع الصهيوني الذي يتمدد تحت حماية المظلة الامريكية والأوروبية ويمارس غطرسة القوة لإعادة هيكلة الشرق الأوسط.
وما صراع ال(12) يوم بين إيران وإسرائيل الذي شهدته المنطقة بكل ما فيه من تداعيات ،إلا تصفية حسابات وترويض هذه الأطراف لبعضها البعض ليتم على ضوئه إعادة ترتيب المنطقة، وإيجاد نظام إقليمي جديد ،يتم فيه تحييد إيران عن المشهد العربي لأن ورقة الصراع الطائفي التي نفذتها إيران في المنطقة لم يعد لها حاجة، فتجرعت إيران كأس السم الذي صنعته وقتل كثير من علماء البرنامج النووي ورئيس هيئة اركان الجيش الإيراني والعديد من قادة الحرس الثوري في غرف نومهم ،وفق مسرحية أخرجتها أمريكا ، ونفذتها إسرائيل وتجرعتها إيران.
مسرحية محدثة بنسخه نووية ،مطبوعة في واشنطن ومختومة بنجمة (داوود) وإيران تخشى أن يتحول الهدف من عنق المشروع النووي الى عنق النظام الإيراني نفسه.
وبعد ذلك ظهر نتنياهو على قناة (24) العبرية ،في تصريح مفيدا بانه يقوم بمهمة تاريخية وروحية من اجل إسرائيل الكبرى ،وانهم يخوضون حربا منذ 3500 عام. وسيفعلون ما يجب عليهم فعله وهم حاليا يغيرون وجه الشرق الأوسط، مضيفا انهم في مهمة لأجيال من اليهود حلمت بالوصول إلى هنا، واجيال ستاتي بعدهم. وقام متبجحا يرسم حدود إسرائيل الكبرى مستحضرا نبوءة تلمودية عن دولة تمتد (2100)كم. وان إسرائيل سوف تحصل على ما تريده بالقوة.
وهكذا فإن الغطرسة الإسرائيلية تجاوزت القانون الإنساني والدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن. وها هو يأمر بنشر (60000) جندي إسرائيلي للانقضاض على غزة وتهجير السكان.
والمنطقة تغلي بصمت الا ضجيج البحث عن لقمة العيش في غزة. وأمريكا توفر الأمان لنتنياهو ,من خلال تنظيف الطريق وتكسير الموقف العربي, بين مباحثات القاهرة والدوحة. فقامت إسرائيل باستهداف قادة حماس في الدوحة, قبل ان يعلنوا موافقتهم على مقترح الرئيس ترامب ,الذي أعلنت إسرائيل موافقتها عليه إعلاميا.
إن التاريخ الحاضر لن يشهد, سفاحا مثل نتنياهو وفريقه ,والمجتمع الدولي الذي يكتفي بالاحتجاج. والاستنكار دون التحرك لوقف مجزرة الجوع التي ترافق مجزرة القصف والتدمير الإسرائيلي ,هو مجتمع مبني أساسا على الاجرام والقتل والتدمير, ويتحمل المسؤولية قادة أمريكا وزعماء أوروبا, الذين يعلنون انهم يقرون بالحق الفلسطيني, ولكنهم يتخلون عن ذلك عندما يكون لإسرائيل مصلحة، فهل ماتقوم به إسرائيل حالياً مقدمة لتصبح شرطي المنطقة مستقبلا ؟ ،وقد جمع شيخ الإسلام (بن تيمية) بين المجوس واليهود لأنهم اشد الناس عداوة للمسلمين فقال (اذا اقتتل المجوس واليهود فاحمدوا الله ان اراح المسلمين من بأسهم. ليس فرحا بسفك الدماء والفتن بل الفرح بزوال شر الطوائف).
وقال (أدع الله ان لا تكون فتنتك في احدهما) وهذا تحذير لكل مسلم بأن لا يظن ان احد الطرفين افضل من الآخر. وعداوتهم دفينة وليس لهم ذمم ولا كرامة.
والتاريخ خير شاهد قديما وحديثا على ذلك ولا نقول الا (اللهم سلط الظالمين على الظالمين واخرجنا من بينهم سالمين).
ملامح الشرق الأوسط الجديد
::
في مقالات

اترك تعليقاً