في مفاجأة علمية تقلب موازين الحمية الغذائية، كشفت دراسة حديثة من جامعة إلينوي أن الاستمتاع بكميات معتدلة من الحلويات، مثل الكعك، ضمن نظام غذائي متوازن، قد يكون سرًا لفقدان الوزن بشكل فعال والحفاظ عليه على المدى الطويل.
الرغبة الشديدة في تناول الطعام: العدو الخفي للحمية
غالبًا ما تكون الرغبة في تناول الأطعمة المفضلة أحد أكبر عوائق الحميات الغذائية الصارمة.
إلا أن البحث الجديد يشير إلى أن “استراتيجية الإدماج”، التي تتيح تناول كميات صغيرة من الأطعمة المرغوبة، ساعدت المشاركين على إنقاص الوزن بنسبة وصلت إلى 7.9% خلال عام، مع الحفاظ على خسارة بنسبة 6.7% في العام الثاني، مقارنة بمن حرموا أنفسهم تمامًا من هذه الأطعمة.
برنامج “EMPOWER”: تعليم غذائي ورقمي
اعتمد البرنامج على جلسات تثقيفية رقمية وأدوات تفاعلية لتمكين المشاركين من اتخاذ قرارات غذائية أكثر وعيًا، مع التركيز على البروتين والألياف وتقليل السعرات، وتم تزويدهم بميزان ذكي لقياس الوزن يوميًا وتحليل التقدم بدقة.
نتائج الدراسة: تقليل الرغبة في الأكل مع فقدان الوزن
المشاركون الذين أدرجوا الحلوى باعتدال ضمن نظامهم الغذائي أظهروا انخفاضًا مستمرًا في وتيرة وشدة الرغبة الشديدة في تناول الطعام، خاصةً تجاه الحلويات والكربوهيدرات، وهي النتيجة التي ظلت مستقرة على مدار العام.
ووجد الباحثون أن هذا الانخفاض لم يكن نتيجة نقص السعرات فقط، بل ارتبط فعليًا بانخفاض دهون الجسم.
تفنيد الخرافات: ليست “الخلايا الدهنية الجائعة” السبب
الدراسة دحضت النظرية الشائعة بأن الرغبة الشديدة في تناول الطعام ناتجة عن “خلايا دهنية جائعة”. وأكد الباحثون أن الحفاظ على وزن صحي يؤدي إلى استقرار هذه الرغبة، وهو ما يساعد على تجنب استعادة الوزن المفقود.
الاستراتيجية الفعّالة: الثبات والإدماج بدل الحرمان
أظهرت البيانات أن المشاركين الذين استخدموا استراتيجية الدمج بانتظام، سواء يوميًا أو أسبوعيًا، فقدوا وزنًا أكبر وشهدوا انخفاضًا ملحوظًا في شهيتهم.
وبيّن الباحثون أن الثبات في أنماط الأكل ومواعيده يلعب دورًا حاسمًا في التحكم في الرغبات وتجنب الانهيارات الغذائية.
وتخلص الدراسة إلى أن الحرمان ليس السبيل الأمثل لفقدان الوزن. بل على العكس، فإن الاعتدال، والإدماج الواعي، والتعليم الغذائي المستمر، قد يكون المفتاح لتحقيق نتائج مستدامة دون التضحية بالمتعة الغذائية.
اترك تعليقاً