انطلقت، اليوم الإثنين، في العاصمة البريطانية لندن، جولة محادثات جديدة بين كبار المسؤولين التجاريين من الولايات المتحدة والصين، في مسعى لاحتواء النزاع التجاري المستمر بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويشارك في الاجتماع من الجانب الأمريكي كل من وزير الخزانة سكوت بيسينت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جيميسون غرير، فيما يقود الوفد الصيني نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، الذي يتولى ملف التفاوض التجاري لبكين.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن زيارة ليفينغ إلى المملكة المتحدة تستمر حتى 13 يونيو، وستتضمن اجتماعات في إطار آلية “التشاور الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة”.
وتأتي هذه الجولة من المحادثات بعد مكالمة هاتفية مطولة جرت الأسبوع الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، في محاولة لتفادي اندلاع حرب تجارية شاملة، خاصة بعد التصعيد الأخير في تبادل الرسوم الجمركية بين البلدين.
وكان الطرفان قد توصلا في مايو الماضي، خلال اجتماع في جنيف، إلى اتفاق مؤقت بخفض الرسوم لمدة 90 يومًا لإتاحة المجال أمام الحوار.
ووفق الاتفاق، خفضت واشنطن رسومها على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، فيما خفضت بكين رسومها على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%.
لكن التوترات لم تهدأ، إذ تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق؛ حيث تتهم واشنطن بكين بالتباطؤ في إصدار تراخيص تصدير المعادن الحيوية، فيما تنتقد الصين فرض قيود أمريكية جديدة على تأشيرات الطلاب وصادرات الرقائق الإلكترونية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن محادثات لندن ستركز على تفعيل اتفاق جنيف، مشيرة إلى وجود مصالح استراتيجية متبادلة.
من جانبها، حذرت ريبيكا هاردينغ، المديرة التنفيذية لمركز الأمن الاقتصادي، من أن الصراع يتجاوز التجارة ليشمل مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي والدفاع، معتبرة أن ما يجري “هو بداية معركة القرن الحادي والعشرين”.
أما تشي وي تشانغ، الرئيس وكبير الاقتصاديين في شركة “بينبوينت”، فقد أبدى تفاؤله بعقد اللقاء، لكنه استبعد التوصل إلى حلول شاملة، مشيرًا إلى احتمالات التفاهم المؤقت في قضايا محددة مثل تصاريح استيراد المعادن الأرضية النادرة.
ورغم أهمية الحوار، يرى المراقبون أن التوصل إلى اختراق جوهري ما يزال أمرًا بعيد المنال، في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بين البلدين.
اترك تعليقاً