علمت أنني لا أُجيد الحُب

علمت أنني لا أُجيد الحب، لا لصديق ولا لقريب. كتبت كثيرًا عن مشاعري المزيّفة تجاه أحدهم، لكنه لم يستجب.
تركته خلفي، لكنه بقي عالقًا في مخيلتي. تلك النظرة، وتلك الابتسامة التي لم تكن تُفارقني. تركته ليعيش بعيدًا خلف أسوار حياته وأسرته، وعلمت حينها أن الحب لم يسكن قلبي مرةً أخرى.

كيف سأعيش؟ لا أعلم.
كلّ ما أعلمه أن طيفك، أيها البعيد، يرافقني حيثما كنت، وكأنك تسكن داخلي. لقد لمست ذلك الجزء العميق في قلبي، ثم تركتني خلفك. لم أتجاوزك يومًا، وأصبحت الدنيا باهتة في نظري. لم يعُد يُعجبني شيء.

لا أحد يعلم كم من التفكير استغرقتُ لأكتب، ولا أحد يعلم أنك ما زلت تزورني في أحلامي.
لم تؤذني المواقف الصامتة، ولا العشم الخائب، بل كنتَ الاستثناء الوحيد الذي رأيت فيه جمال الدنيا.
لكنك ذهبت… إلى أين؟ لا أعلم.

تلاحقني تلك اللحظة التي أدركتُ فيها أنك لم تعُد شخصًا عاديًا، بل أصبحت ألمًا.
أرهقتني، أيها المتلاعب.
فعقلي لم يستوعب وضوحك، وخضتُ في داخلي حربًا شرسة.
ظننتك الجزء الناقص الذي يُكملني، لكن رغبتي في المبادرة، أو إنقاذ شعور الفقد، أو حتى مجرد الشعور… ماتت تمامًا.

وأخيرًا، أعلم يقينًا أن كُلانا لن ينسى الآخر،
فأشباهك لا تُمحى، وإن اختفوا خلف أسوار الغياب.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *