والدي الشيخ الكبير ( علي بن خميس)

المصدر:

بقلم – منيرة الخميس
الحمد لله الذي أطال في عمر والدي وأبقاه لنا قدوةً ومعلّمًا، حتى بلغ من العمر قرنًا كاملًا،
مئة عامٍ عاشها بين الأذان والعبادة، بين الحكمة والكرم، وبين الحنان والعطاء.
والدي الشيخ الكبير ليس مجرد رجل عاصر الأجيال، بل هو مدرسة متكاملة تمشي على الأرض. كان مؤذنًا يرفع نداء الحق بصوت يوقظ القلوب قبل أن يوقظ الآذان، وكان شيخًا فاضلًا يحفظ الله فحفظه، طيبًا كريمًا حكيمًا، ينثر من حوله الرحمة كما ينثر العطر .

أنا ابنته التي رباني بحبٍ صادق وحنان لا ينضب، غمرني بعطفه حتى شعرت أنني أعيش في ظلّ أبٍ هو السند والقدوة. علّمني أن الخير هو الطريق الأجمل، وأن الكرم خُلق لا يزول، وأن الحكمة زاد لا ينفد. من كلماته وحكمه صنعت شخصيتي، ومن قدوته تعلمت كيف أزرع القيم في نفوس من حولي.

واليوم، وأنا معلمة ومربية أجيال، أجد أثره حيًّا في داخلي، فأنا أُدرّس ما علّمني، وأغرس ما زرع في نفسي، وأحاول أن أكون امتدادًا لرسالته التي عاش لها عمرًا طويلًا.

يا أبي العزيز، شكرًا لك بعدد ما وهبتني من حنان، وبعدد ما منحتني من حكم، وبعدد ما زرعت في قلبي من حب الخير. إنني مهما كتبت لن أوفيك حقك، لكن يكفيني أن يعلم الله أنني مدينة لك بكل ما أنا عليه اليوم.

أسأل الله أن يبارك في عمرك، ويحفظك لنا، ويجعل ما قدّمته في حياتك شفيعًا لك يوم تلقاه

ابنتك منيره التي احبتك كثيراً ولن اوفيك حقك لو كتبت مجلادات عنك وعن مازرعته فينا وعن صبرك وتحملك للظلم وعدم الشكوى والتذمر فكنت دائما راضياً بما كتبه الله لك ، علمتنا معنى الحياة والرضا بالمقسوم وزرعت فينا قيماً لاتنسى ….
ولو جعلت سيرتك في كتاب لاصبح منهجاً في العلم والادب يدرس في افخم الجامعات.

وأسال الله ان تكون فخوراً بي كما افخر بك ياوالدي وان ترضى عني فرضاك غايتي وهو من يجعل طريقي ميسراً بالخير والسعادة.

ابنتك المحبة لك دائماً. منيرة علي الخميس.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *