عاد عيدكم.. وعاش حبيبكم

العيد ليس مجرد تقويم يبدل أيامه، ولا مناسبة تتكرر بانتظام، بل هو لحظة تنبض فيها القلوب بالمحبة، وتفيض الأرواح بذكريات لا تنطفئ. يأتي العيد كل عام، لكنه يعود مختلفًا في أعيننا، نراه بوهج الحنين، ونلمسه في دفء اللقاءات، ونسكنه حين تضج بيوتنا بالفرح والضحكات الصادقة.

العيد.. حين ترتدي القلوب بياضها

في كل عيد، تتجدد الفرحة، وتغتسل القلوب من أعباء الأيام. تنبثق الضحكات من المجالس، ويفيض البياض على الأرواح وكأنها لم تُرهق يومًا بهمٍّ أو حزن. إنه اللحظة التي تُصافح فيها الدنيا بأجمل ما فيك، وتتسامح فيها مع كل ما كان، لتفتح نوافذ الأمل على ما سيكون.

والعيد لا يُقاس بعدد الأيام، بل بعدد القلوب التي ظلت على العهد، تحسن الوفاء، وتبقى مخلصة للحب رغم كل المسافات. فحين يعود العيد، تُفتح نوافذ الشوق لمن نحب، سواء كانوا بيننا، أو تفصلنا عنهم الأقدار، أو لا يزالون في دعواتنا وقلوبنا.

عاش حبيبكم.. ذاك الذي لا يُنسى

وسط زحمة التهاني، هناك اسم لا يغيب، وذكرى لا تبهت. هناك شخص يسكن القلب، مهما غيّبه الغياب، يظل حاضرًا في التفاصيل، في الدعاء الذي يصعد إلى السماء مع كل تكبيرة، وفي صورة العيد التي تكتمل بوجوده، وإن كان غائبًا.

وفي كل عيد، تمر الذكرى خفيفة وثقيلة…
ذكرى أب كان وجوده هيبة، وأم كان حضورها حياة. نبتعد عنهم جسدًا، لكننا نقترب منهم بالدعاء:
“اللهم اجعل عيدهم نورًا ورحمة، واغفر لهم كما علمونا الفرح.”

عيد الصائمين.. بهجة الروح الخالصة

وفرحة العيد لا تكتمل إلا بفرحة أولئك الذين صاموا الشهر بطاعة، ورفعوا أيديهم في آخر السحور، قائلين:
“اللهم بلغنا العيد وقد رضيت عنا.”
هنيئًا لهم عيد القلوب النقية، عيد الفطرة الطاهرة، عيد الطاعة التي تُضيء الأرواح بنور الرضا.

كل عام وأنتم بخير.. عاد عيدكم، وعاش حبيبكم، ودامت أفراحكم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *