صانع التعاسة

من النّاس من يصنع تعامله المال، فيجعله عبداً خادماً له وهو لا يشعر.
يتعامل معك بموازين المطففين، ومقاييس الربح والخسارة.
كم ستوفر عليه، وهل سيستفيد منك؟.
إن أكرمته رضي، وإن منعته سخط…
إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث..
ذو نفس شحيحة، وطبع كريه، وخلق فاسد.
لا يعرف للمروءة باباً، ولا للشهامة طريقاً. فالمال عنده غاية، يعيش لأجلها، وشهوة عارمة، قد ملأ بها شغاف قلبه، قبل جيبه.
تستطيع أن تشتري بالمال رضاه.
وتستطيع أن تغير بالمال خُلقه.
يبيعك ويخونك لأجله، فلا نخوة له أمام المال، ولا عهد ولا كرامة.
لا خير فيه …صحبته تجلب لك التعاسة.
وصدق الصادق المصدوق، عليه الصلاة والسلام، حين قال: “تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم ، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش…” رواه البخاري.
وكتبه د.يحيى بن محمد سليمان عري.
أستاذ أصول الفقه وعلومه.
كلية الشريعة والقانون.
جامعة تبوك.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *