اضبطوا أفراحكم

في نهاية كل عام تحتفي الأسر بنجاح أبنائها ذكوراً وإناثاً فهي لحظات فرح يستشعرها الآباء والأمهات وأفراد الأسرة ومحيطها وإظهار الفرح أمر محمود في ظل مراعاة للظروف خاصة تلك الاحتفالات التي تقيمها بعض الأسر.

وتتجاوز محيط الأسرة والاحتفائية العائلية لتتجاوز ذلك في حجز القاعات وإقامة الولائم والحرص على دعوة مشاهير السوشيال ميديا من سنابيين وغيرهم والتكلف في تلك المناسبات من مظاهر البذخ ووضع اللوحات وكتابة العبارات وإحضار الشعراء وإلقاء القصائد فهناك من يستطيع القيام بذلك ولا ترهقه التكلفة المالية بل أن من يحضر يتعنى تقديم الهدايا الثمينة بمختلف أنواعها والعبارات التي تكتب خاصة لبعض الخريجين من جامعات وكليات واسأل الله أن يوفقهم ويحفظهم وينفع بهم الوطن.

لكن الفرح بهولاء الخريجين ما أجمله بلا تكلف، فهناك من حُرِم من نعمة الوالدين، وهناك من حُرِم من نعمة المال. وهناك من لم يوفقوا أبنائهم وهناك من ألمه الفقد وآخر من اوجعه المرض فارفقوا بمن حولكم، وراعوا مشاعرهم وليكن الاحتفال مقنن قبل أسابيع علمت عن إقامة الدكتور راشد عودة الربيلي العطوي (أبو رياض) عن احتفائه بتخرج أبنه عبدالرحمن برتبة ملازم داخل منزله ودون تكلف أو بهرجة وهو قادر على إقامته في قاعة ووضع منصة ودعوة السنابيين لتغطيته وغيره الكثير والكثير ممن كانت احتفالاتهم عائلية.

وهناك من تكون ظروفه المالية تمنع القيام حتى بتقديم الهدايا لأبنه أو إبنته وهم يرون الآخرين في هذا البذخ والإسراف ونشره في مواقع التواصل الاجتماعي فميزانية الأسرة وخاصة الطبقة الوسطى لم تعد تتحمل مصروفات إضافية، يكفيها غلاء الأسعار.. حفلات التخرج تصب في جيوب أصحاب محلات الحلويات والهدايا والورود والتصاميم.

وفي المقابل تحرق جيوب الأسر الغير مقتدرة بل أن بعض أرباب الأسر وضعوا في مواقف محرجة أمام أبنائهم وبناتهم وهم غير قادرين على مواكبة تلك المظاهر فليكن فرحنا مقنن ولنراعي مشاعر الآخرين.

عبدالرحمن محمد العطوي
إعلامي وتربوي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *