تحرص الجالية المسلمة خلال شهر رمضان على الحفاظ على عاداتها وتقاليدها الدينية التي نشأوا عليها في بلادهم، من أجل التمسك بهويتهم الإسلامية في مواجهة بين مبادئ الإسلام والمغريات الفرنسية.
الأجواء الدينية الرمضانية في فرنسا:
ويعتبر شهر رمضان شهر خير وبركة، يجتهد فيه المسلمون في عمل الخير، وتقديم الإعانة للمساكين والمحتاجين، كما تكتظ المساجد بقارئي القرآن والمصلين، في جو مليء بالإيمان والسكينة .
ورغم قلة المساجد وأماكن العبادة في فرنسا، يسعى المسلمون العرب في فرنسا إلى التآخي والالتقاء، سواء في المساجد القريبة منهم، أو في منازلهم لأداء الصلوات معاً في جماعة، وكذلك تناول وجبات الإفطار معاً في جو من الألفة والأخوة.
الموائد الرمضانية وأصناف الطعام:
تسعي الجالية الإسلامية المنحدرة من أصول عربية كمصر وتونس والمغرب والجزائر، إلى تحقيق الألفى والتضامن تحت مظلة المجتمع الفرنسي، وذلك عبر تنظيم الإفطارات الرمضانية، التي يحضرها العديد من المسلمين العرب وغيرهم ، بهدف إحياء طقوس الشهر الكريم، فترى الموائد تتلألأ بمختلف المأكولات العربية الأصيلة، كالتمور والكسكس والحلويات الشرقية ، واللحوم المذبوحة على الشريعة الإسلامية (الحلال)، إضافة إلى العديد من الأطعمة التي تناسب المسلمين.
الأسواق الرمضانية في فرنسا:
تزدهر المظاهر الاحتفالية لشهر رمضان وتتزايد، من خلال استعداد الجاليات العربية لاستقباله، ومع حلول اليوم الأول من رمضان تكتظ المحلات الفرنسية والعربية وأيضاً الأسواق الشعبية، بالسلع الرمضانية، وجميع متطلبات الجالية المسلمة العربية وغير العربية.
كما تمتلئ محلات البقالة العربية بالبضائع الرمضانية، ومحلات بيع اللحوم المذبوحة على الشريعة الإسلامية وأيضاً محلات الحلوي الرمضانية الشرقية، بكل أصنافها المختلفة التي يحرص الصائم علي تناولها عند إفطاره، كما تجد مظاهر الاحتفاء أيضاً بالأسواق الشعبية المنتشرة في باريس والمدن الفرنسية.
التآخي وسماحة الإسلام بين أبناء الجالية العربية في الغربة:
ويجتهد مسلمو الجالية العربية في فرنسا إلى تعزيز تواجدهم في المجتمع الفرنسي في الشهر الفضيل، واغتنامه، من خلال إقامة اللقاءات والتجمعات، لإظهار سماحة الإسلام ومبادئه الكريمة خلال هذا الشهر الفضيل .
ويعتبر شهر رمضان فرصة للتعارف والتلاقي بين مختلف أبناء الوطن العربي الذين يحرصون على الذهاب إلى المساجد لأداء الصلوات ولقاء الناس، وتخفيف آلام الغربة، وإعانة بعضهم البعض على إقامة الشعائر الدينية الإسلامية في ظل في دولة أوروبية ساعات الصوم فيها تبلغ 16 ساعة.
انتهاء رمضان وحلول عيد الفطر:
قبل يوم العيد يظهر بعض الفقراء و المحتاجين على أبواب مسجد باريس الكبير، و غيره من المساجد لتلقي زكاة الفطر، حيث يصطف المحتاجين، ومن ضاقت بهم الحال في ديار الغربة أمام المسجد لينالوا جزءاً من زكاة الفطر.
بينما يتوجه أبناء الجالية العربية وغيرهم رجالاً، ونساءاً، وأطفالاً، في صباح يوم العيد إلى المسجد الكبير بباريس وبقية المساجد الأخرى في المدينة لأداء صلاة العيد وسط بهجة وفرحة عارمة.
بعدها يجتمعون حول الموائد التي تمتلئ بالحلويات الشرقية والغربية و المشروبات التي أتى بها المصلون في مشهد عائلي مفعم بالمحبة والإخاء، كما يحرصون على تبادل حلويات العيد التقليدية المعروفة، التي تعدها النساء في البيوت أو يتم شراؤها من الأسواق.
اترك تعليقاً