تحتفل الأردن، كما هو الحال في معظم الدول العربية، بشهر رمضان الذي يحمل في طياته الكثير من الأبعاد الدينية والثقافية والاجتماعية.
ويعد الشهر الفضيل في المملكة الأردنية الهاشمية مناسبة خاصة، تتميز بمظاهر احتفالية متنوعة تعكس الروح الدينية والوطنية، وتجمع بين الأجواء الروحية والتراثية في جو من المحبة والتعاون.
– الزينة الرمضانية:
يبدأ الاحتفال بقدوم رمضان في الأردن بتحضير الشوارع والمنازل بمجموعة من الزينات الخاصة. إذ تكتسي المدن الأردنية بالأضواء الفاخرة والفوانيس الرمضانية التي تُعلَّق في مختلف الأماكن العامة والشوارع الرئيسية.
وتعتبر عمّان، عاصمة المملكة، من أكثر المدن التي تتزين بألوان الفوانيس الرمضانية الكبيرة التي تملأ الشوارع الرئيسية وتثير الأجواء الاحتفالية في شوارعها.
– موائد الإفطار الجماعية:
من أبرز مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في الأردن هي موائد الإفطار الجماعية، التي تُنظم في مختلف الأماكن، سواء في المساجد أو على المفارق الرئيسية أو حتى في الحدائق العامة.
وتكتسب هذه الموائد طابعًا اجتماعيًا خاصًا، حيث يتشارك الجميع، من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، في تناول طعام الإفطار.
وتعتبر موائد إفطار الصائم في الحدائق العامة واحدة من التقاليد العريقة التي يمارسها الأردنيون، وتستقطب أعدادًا كبيرة من الأشخاص، خاصة من الأسر ذات الدخل المحدود.
– الأطعمة التقليدية:
رمضان في الأردن له طابع خاص عندما يتعلق الأمر بالأطعمة، حيث تكثر الأصناف التقليدية التي تميز الشهر الكريم، ومن أبرز هذه الأطباق:
- المنسف: الذي يُعد من أشهر الأطعمة الأردنية التقليدية ويُقدَّم في معظم وجبات الإفطار.
- الفتوش والتبولة: من المقبلات الشعبية التي تحظى بشعبية كبيرة.
- القطايف والكنافة: من الحلويات الرمضانية التي تحضر بكثرة بعد وجبة الإفطار، وتُعتبر جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الشهر الكريم في المملكة.
– صلاة التراويح والاعتكاف:
تحظى صلاة التراويح باهتمام كبير في الأردن، حيث يُقبل المواطنون على أداء الصلاة في المساجد الكبيرة مثل مسجد الملك عبد الله الثاني ومسجد الحسين بن طلال.
وتعتبر التراويح فرصة للتجمع الروحي، حيث يتقاطر الأردنيون من مختلف الأعمار للقيام بهذه العبادة في جو من السكينة والروحانية.
كما تزداد العائلات الأردنية ممارسة عادة الاعتكاف في المساجد خلال الأيام العشر الأواخر من رمضان.
– مساعدة المحتاجين:
يعتبر العمل الخيري جزءًا أساسيًا من احتفالات رمضان في الأردن، حيث تقوم العديد من المؤسسات الخيرية وجمعيات الإغاثة بتوزيع المساعدات الغذائية على الأسر المحتاجة.
كما تُقام حملات جمع تبرعات مخصصة لإفطار الصائمين ودعم المشاريع الخيرية التي تهدف إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للعديد من الأسر الضعيفة في المملكة.
– مهرجانات رمضان:
تحتفل الأردن خلال رمضان بمهرجانات ثقافية تُقام في العديد من المدن، خاصة في عمان و البتراء و إربد، ومن أبرز هذه المهرجانات مهرجان رمضان في عمان، الذي يشهد تنظيم فعاليات ثقافية وفنية، مثل الأسواق الرمضانية التي تعرض المنتجات التراثية والحرف اليدوية، بالإضافة إلى الفعاليات الموسيقية والرقصات الشعبية التي تُحييها الفرق الأردنية.
– تعزيز الروح الوطنية والتعاون:
رمضان في الأردن يشهد دائمًا تعزيزًا للروح الوطنية، حيث تُشارك الهيئات الحكومية والمجتمع المدني في العديد من الأنشطة التي تدعم التضامن الاجتماعي.
ويشارك أفراد الجيش والشرطة في تنظيم بعض الفعاليات الرمضانية، في خطوة لإبراز الوحدة الوطنية، كما يتم التبرع بالمال والطعام للمحتاجين من جميع الأطياف.
– التنقلات والمواصلات:
تتميز الأيام الرمضانية في الأردن بتعديل مواعيد العمل في الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة لتتناسب مع مواعيد الصيام والإفطار.
وتزداد حركة المرور في الشوارع والطرقات الرئيسية قبيل وقت الإفطار، حيث يشهد الجميع الانطلاق إلى منازلهم بسرعة كبيرة، مما يزيد من الزحام في بعض المناطق.
إن شهر رمضان في الأردن هو أكثر من مجرد فترة للصيام والعبادة، إنه احتفال ثقافي وديني يُحتفل به بشدة في كل زاوية من المملكة، من الزينة الرمضانية في الشوارع إلى الطقوس الاجتماعية والروحانية، يعكس رمضان في الأردن أجمل قيم التضامن والإحسان والتكاتف بين أفراد المجتمع.
اترك تعليقاً