تحرص الجالية العربية بسويسرا قدر الإمكان على المحافظة على كل عاداتها وتقاليدها وأجوائها الرمضانية، التي توارثتها من مختلف البلاد العربية، وعيش كل الشعائر الدينية والأجواء الرمضانية التي أخذتها من في الوطن الأم، وتركها كإرث إلى أبنائها من الأجيال الصاعدة، حتى يحافظوا على هويتهم العربية وأصولهم برغم كل صعوبات بلاد المهجر.
الأسواق الرمضانية بسويسرا:
تختلف عملية التحضير لرمضان في سويسرا من مدينة إلى أخرى، ففي المدن الكبيرة التي يكثر فيها أبناء الجالية العربية، مثل جنيف وزوريخ، تتوافر فيها المواد الأساسية والمنتجات الرئيسية التي تحتاجها الجالية ، وذلك على على عكس المدن الصغيرة، حيث يضطر فيها أفراد الجالية للسفر إلى المدن الكبرى المحيطة بهم للتبضع وجلب المنتجات التي يحتاجونها استعدادا لرمضان.
كما تعرف المحلات التركية والعربية بشهرتها في البلاد، على الرغم من قلتها، بينما يوجد في سويسرا حركة تجارية وإقبالا كبيرا على المنتجات والحلويات والمرطبات العربية، والتي يكثر استهلاكها خلال هذا الشهر الكريم.
المظاهر الدينية الرمضانية:
يستطيع أبناء الجالية ومسلمو سويسرا تأدية شعائرهم الدينية بكل سلاسة، كما تستضيف المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف خلال هذا الشهر الفضيل علماء وأساتذة يحاضرون في المساجد بعد صلاة العشاء كما تقيم المؤسسات الإسلامية برامج ثقافية كبيرة، تشارك فيها أبناء الجالية الإسلامية كما تفتح المؤسسات بابها لتلقي العلوم الدينية وتحفيظ القران الكريم.
كما يوجد في سويسرا ما يقرب من 68 مؤسسة ومسجدًا ومركزًا إسلاميًا، أما المؤسسات الإسلامية الرسمية الكبرى فأربع وهي المؤسسة الإسلامية في جنيف والمركز الإسلامي في برن، والمركز الإسلامي بزيورخ، ومؤسسة رابطة مسلمي سويسرا.
وهذه المؤسسات لها دور فعال يتمثل في عقد ندوات ومحاضرات دينية ولقاءات وأمسيات وحوارات تعارف بين أفراد الجالية الإسلامية كما تهتم ببناء المساجد لأداء الشعائر وتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم والاحتفال بالمناسبات الإسلامية ومحاولة الاندماج في المجتمع السويسري.
الموائد الرمضانية في سويسرا:
تقيم المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف خلال شهر رمضان موائد الرحمن حيث يلتقى فيها المسلمون عند آذان المغرب، على موائد المحبة شاكرين الله على نعمة الإسلام حيث تقدر رابطة مسلمي سويسرا عددهم بحوالي 450 ألف مسلم.
بينما تحرص الجالية المسلمة في سويسرا على إحياء بعض الطقوس الرمضانية، و خاصة تلك التي تذكرهم بأجواء الشهر الفضيل في أوطانهم الأصلية، ومنها موائد الإفطار الجماعية، التي تنظمها المساجد و المراكز الإسلامية المنتشرة في سويسرا.
من ناحية أخرى توجد كثير من العائلات تلتزم في منازلها على مائدة الإفطار، محاولة مواكبة الأجواء التي يعيشها أقرباؤها في البلاد العربية، من خلال التواصل معهم عن طريق المحادثات المرئية.
اترك تعليقاً