لا يزال العرب المسلمون في الدول الغربية يبدعون ويبتكرون في الاحتفاء بعيد الأضحى، وغيره من أعيادهم، فاجتماع العائلة، وفرحة الصغار، وشراء ملابس جديدة لهم، وتحضير المأكولات والحلوى، كلها طقوس ماتزال بالإمكان ويمارسها كثير منهم في دول الغرب.
صلاة العيد في دول الغرب:
وفقا للعديد من أبناء الجالية العربية والمسلمة، فإن هناك قلة في عدد المساجد، والأماكن التي يمكن أن تستوعب أعداد كبيرة من المصلين ، في مناسبة مثل صلاة عيد الأضحى.
لكن في بريطانيا وفي بعض من الدول الأوربية، بدأت السلطات ومنذ وقت طويل، في منح تراخيص، لأداء صلوات العيد، في المتنزهات الكبيرة، التي تنتشر بصورة ملحوظة في المدن البريطانية، على سبيل المثال، لكن وفي أحيان كثيرة، فإن أحوال الطقس، وهطول الأمطار تعيق تلك الصلوات، لأنها تكون في الخلاء، بينما في كثير من الأحيان تلغى مثل تلك الصلوات في المتنزهات، ويعاد ترتيبها داخل المساجد، بسبب أحوال الطقس.
عطلة العيد:
لا تخصص بلدان الاتحاد الأوربي ولا بريطانيا، عطلة لعيد الأضحى وهو ما يدفع الكثير من أبناء الجالية المسلمة في تلك البلدان، إلى تقديم أعذار للتغيب عن العمل في أيام العيد، أو التغيب بدون عذر، والتعرض لاقتطاع أجر ذلك اليوم من رواتبهم.
وتسعى جمعيات للمسلمين في البلدان الغربية، إلى الضغط بهدف الاعتراف بأعياد مثل عيد الأضحى المبارك، وعيد الفطر المبارك، كأعياد رسمية في تلك البلدان، على غرار العطلات الرسمية لأعياد الديانات الأخرى.
نحر الأضاحي:
تتفق بريطانيا ومعظم الدول الأوربية، فيما يتعلق بطقس نحر الأضحية، والذي يعد الطقس الأبرز في عيد الأضحى المبارك، ففي كل البلدان الإسلامية، يتم نحر الأضاحي، إما في المنازل أو الشوارع بعد أداء صلاة العيد ، أما في الدول الأوربية، فإن القانون يمنع ذلك، ويحظر عملية الذبح خارج المجازر المرخصة والمخصصة لذلك، كما أن قواعد ذبح الحيوانات في بلدان أوروبا، تعد صارمة فيما يتعلق بصعق الحيوان لتخديره قبل الذبح، وهو ما يرفضه معظم المسلمين الذين يعيشون في الغرب، ويسعون إلى الذبح بدون صعق ليكون الطعام حلالا.
وتأتي بريطانيا على رأس الدول الأوربية، التي تحظر قانونا عملية الذبح خارج المجازر الرسمية، غير أنها تحظى بمرونة كبيرة، فيما يتعلق بتشجيع تبرع المسلمين، لمساعدة العائلات المحتاجة، كما تدعم التنسيق بين المساجد، والمجتمعات التي تقوم بها، من أجل إعداد وجبات طعام في أيام العيد، وتوزيعها مجانا على المحتاجين، سواء كانوا من المسلمين أو غير المسلمين.
وتعتمد دول أوربية أخرى، مثل فرنسا وبلجيكا، نفس القواعد فيما يتعلق بنحر الأضاحي مع بعض التشدد، وتفرض فرنسا على سبيل المثال عقوبات، وغرامات مالية كبيرة، على من يقوم بنحر الأضاحي في مذابح عشوائية، أو في المنازل أو على قارعة الطريق، وهو ما يدفع بالكثير من أبناء الجالية العربية المسلمة هناك، إلى شراء الأضاحي مذبوحة وجاهزة من قبل المجازر المعتمدة، وهو ما يخل من وجهة نظرهم بشروط الأضحية.
اترك تعليقاً