عيد الأضحى في فلسطين.. هل توجد أي مظاهر احتفال بقطاع غزة؟

الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
الصورة الرمزية لـ صدى تبوك
المصدر:

للعام الثاني على التوالي، تغيب الفرحة والبهجة بعيد الأضحى عن قطاع غزة الهالك، المدمر من ويلات الحرب الوحشية التي شنها الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، بين قصف وتدمير مستمر، وإحكام الحصار على القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية والجوع الذي سكن بطون أهل القطاع، والنزوح والتهجير من شمال القطاع إلى جنوبه، يعيش أهالي غزة أيامهم، تزامناً مع استمرار جهود الوساطة التي تبذلها بعض الدول، بتنسيق مصري وقطري وأمريكي لطيّ صفحة الحرب المهلكة.

عيد الأضحى في قطاع غزة: 

غابت هذا العام عن قطاع غزة جميع مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى، فشوارع مدن القطاع المدمرة تحولت إلى مخيمات للنازحين، وأصوات القصف التي لا تنقطع تتوازى مع أصوات بكاء الأطفال من شدة الجوع، فيقضي الفلسطينيون أيامهم بلا فرحة أطفال تجوب الأسواق، أو شراء الأضاحي أو الملابس الجديدة، أو حتى الاستعداد للحج، وباتت كل العائلات مشردة، ضائعة، ومحاصرة، بعد أن دمر الاحتلال منازلها ودفعهم للنزوح من أماكنهم داخل القطاع من شماله إلى جنوبه.

وجعل الاحتلال غزة كسجن، ففضلاً عن حصار القطاع الذي بدأ منذ 18 عاماً، بات الآن معزولاً بغلق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ولا سيما المواد الغذائية، منذ 2 مارس الماضي، مع تطبيق سياسة التجويع المتعمد بهدف التهجير القسري للأهالي، حيث أجبرت حرب الإبادة نحو مليوني فلسطيني في غزة على النزوح في أوضاع مأساوية، مع شح شديد متعمد في الغذاء والدواء والماء.

حرمان حجاج غزة من أداء الفريضة: 

أما عن أداء فريضة الحج، فنقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة في القطاع، محمد الأسطل، إن حرمان سكان القطاع من الحج يمثل انتهاكا صارخا لحرية العبادة وحقوق الإنسان، وضربا بالقوانين الدولية عرض الحائط.

وأعرب، في حديثه لـ”وفا”، أنه في عام 2024، كانت حصة غزة من الحج 2850 حاجا، لكنها انخفضت هذا العام إلى 2508، حسب البروتوكول المتّبع بين وزارة الأوقاف الفلسطينية ووزارة الحج والعمرة السعودية، والذي ينص على 1000 حاج لكل مليون نسمة، إلا أن الحصار المستمر والحرب منعوا ذلك.

صلاة العيد وركام المساجد: 

كما حُرم الغزاويون من أداء صلاة العيد في المساجد بغزة، إذ يبلغ عدد المساجد التي دمرها الاحتلال منذ بداية الحرب 828 مسجدا دُمر بالكامل، كما يوجد 167 مسجدا تضرر جزئيا، وهو ما حرم آلاف المصلين من أداء صلاة العيد والجماعة، بعدما تحولت المساجد من منارات للعبادة إلى نقاط وأهداف عسكرية لطائرات الاحتلال الصهيوني، بينما تحوّلت بعض المساجد المتضررة جزئيا إلى ملاجئ مؤقتة للنازحين المتضررين.

في المقابل أعلن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، أن موعد صلاة عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1446 هو الساعة السادسة وخمس دقائق صباحاً حسب التوقيت الصيفي المحلي للبلاد.

التهدئة والوساطة لوقف إطلاق النار: 

من جانب آخر، تواجه المفاوضات صعوبة في ظل التعنت الإسرائيلي، إذ يفرض الاحتلال قيودًا تعرقل من جهود الوساطة، بينما تنغمس مصر وقطر اللتين بكل ثقلهما الدبلوماسي في الوساطة المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك من أجل الوصول لاتفاق وقف إطلاق نار بشكل دائم في غزة، عبر حل أزمة الرهائن والمحتجزين واستدامة دخول المساعدات الإنسانية إلى أهل القطاع.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *