فرح يوم… وقساط سنين

الصورة الرمزية لـ خاطر الشاطر
الصورة الرمزية لـ خاطر الشاطر
المصدر:

يا زين أول…
كان الزواج “فرحة ستر”، بسيطة وهادئة، تبدأ بـ”طبخ أبيض” وتمر وقهوة، وتنتهي بدعوة مباركة من الوالدين: “الله يتمم لكم بخير.”

أما اليوم؟ فالزواج تحوّل إلى مشروع استنزاف، تتوالى فيه الالتزامات كأنها أقساط على الحياة، وبدلاً من أن يُفرح العريس، يرهقه… ويشيّبه قبل أوانه!

تبدأ الرحلة حين تُفتح أبواب المفاوضات:
– “نبغى ملكة بقاعة أو فندق راقٍ.”
– “والشبكة؟ لأم العروس، غير المهر طبعًا.”
ثم ندخل في مرحلة العرس نفسه:
قاعة ضخمة تسع ألف رجل، يحضر فيها مئتان بالكاد! ثلاث فرق فنية، بين عرضة ودبكات “دخيلة”، وضيوف من خارج الوطن وخارج الذوق!

أما قسم النساء فقصته قصة!
– القاعة تُستأجر مرتين: مرة للتنسيق، ومرة للزفة،
– من الصباح استنفار: شركة كوشة، توليفات، ورد طبيعي،
– حتى الجدران يتم تلبيسها، كأننا بنفتتح معرضًا دوليًا لا زواج!

الطاولات؟ مليانة أشياء بعضها يُؤكل، وبعضها تحتاج تسأل عنه قبل تذوقه!
وفستان العروس؟ فريق عمل كامل يكفي يغطي ثلاث غرف عمليات!

ثم تبدأ فاتورة “المظاهر”:
تصوير نسائي، زفة، ديكور، فستان، طقاقات، بخور، توزيعات،
حتى بطاقة الدعوة الإلكترونية صار لها سعر يضاهي نص قيمة الشبكة!

وسط كل هذا، يجلس العريس مبتسمًا أمام الناس، لكنه في داخله يهمس:
“كلفني !”

الناس ترقص، والموسيقى تعلى، وهو يفكر:
“وشلون راح أسدّد أول دفعة؟”
وهكذا… فرح يوم… وقساط سنين!

الزواج ما هو بمهر فخم ولا قاعة فاخرة،
الزواج ستر وسكينة، ونقطة بداية مو خط بداية للديون.

ليتنا نرجع للبساطة، نرجع للفرحة اللي تبدأ بدعوة صادقة وتنتهي براحة قلب،
بعيدًا عن التكاليف الزايدة، والبخور الغالي، والديكور اللي يختفي أول ما تنطفئ الأنوار.

الفرح الحقيقي؟
في قلب راضٍ، وفي جيب فاضي من الديون


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *